قلب مانشستر سيتي تأخره بهدف إلى فوزٍ ثمين بنتيجة 2-1 على ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا على ملعب سانتياغو برنابيو، ليضع مدرب الريال، تشابي ألونسو، على حافة الإقالة.
دخل ريال مدريد المباراة بعد فوزه في مباراتين فقط من آخر سبع مباريات في جميع المسابقات، وهو ما أسهم في وضع ألونسو تحت ضغطٍ هائل، وقد ألحق به السيتي هزيمةً ثانية على التوالي قد تُنهي مسيرة المدرب الإسباني الشاب بعد ستة أشهر فقط من تعيينه.
كانت الأمور تسير على ما يرام بالنسبة لألونسو وريال مدريد في البداية، حيث افتتح رودريغو التسجيل بهدف رائع منهيًا بذلك صيامًا تهديفيًا دام 32 مباراة، لكن هدف نيكو أورايلي الأول في دوري أبطال أوروبا أعاد التعادل، قبل أن يقلب إيرلينغ هالاند النتيجة لصالح فريقه بركلة جزاء.
لم يُبدِ أصحاب الأرض ردة فعل تُذكر في الشوط الثاني باستثناء فرصتين في الدقائق الأخيرة، ليحافظ السيتي على تقدمه بسهولة ويحقق فوزه الثاني خارج أرضه على ريال مدريد.
دلائل على ضرورة إقالة ألونسو من ريال مدريد
مرة أخرى يسقط تشابي ألونسو في مباراة كبيرة، البعض قد يقول إنه بالنظر إلى غياب ثمانية لاعبين، من بينهم معظم أفضل مدافعيه، وهدافه الأول مبابي، ولأداء الريال ولكونه خلق فرصًا أكثر من السيتي (13 فرصة للريال، 7 للسيتي)، لكن هذا يعود لأنه قرر فقط أن يكون مبابي هو محور أداء الفريق ولم يعرف كيف يجعل الفريق أكثر جماعية بدونه.
على سبيل المثال محمد صلاح "نجم ليفربول" غاب عن مباراة الإنتر، لكن أرني سلوت عرف كيف يعدل الطريقة بشكل صحيح لتناسب إمكانيات لاعبيه ويلعب بشكل جماعي أكثر، لكن ريال مدريد اليوم هو كيليان مبابي.
رودريغو الذي كان خارج حساباته ظهر بشكل جيد وتألق، لكن لماذا هو بعيد؟ بدأ المباراة على الجهة اليمنى. ثم انتقل إلى الجهة اليسرى. كان ممتازًا طوال المباراة، سواء كمهاجم أو صانع ألعاب.
داني سيبايوس شارك بشكل مفاجئ للسيطرة على خط الوسط، لكنه لم يشارك فعليًا في المباراة، أما زميله في الوسط تشواميني، كان فعالًا عندما تباطأت وتيرة اللعب، لكنه لم يتمكن من اختراق دفاع السيتي في الهجمات المرتدة عدة مرات.
كانت فكرة ألونسو الأساسية لريال مدريد هي عدم الاعتماد على الهجمات المرتدة كما كان يفعل كثيرًا تحت قيادة أنشيلوتي في السنوات الأخيرة، لكنّ مانشستر سيتي فرض عليهم هذا الأسلوب الليلة، وهو يناسب الكثير من لاعبيه، وخاصة فينيسيوس ورودريغو.
المشكلة الثانية لريال مدريد مع ألونسو هي الكرات الثابتة (وهي من صميم عمل المدرب في التنظيم)، مرة أخرى الفريق الملكي يستقبل فقط من كرات ثابتة بسبب سوء التنظيم، وهو شيء يتحمله ألونسو، الذي يتحمل مسؤولية المباراة الماضية دفاعيًا بسبب الدفاع المتقدم أمام فريق شرس في التحولات مثل سيلتا فيغو.
أسوأ شيء في ريال مدريد
دفاع ريال مدريد هذا لا يليق أبدًا بفريق منافس حتى مع الغيابات، حتى حارس المرمى تيبو كورتوا مسؤول عن الهدف الأول، وأنطونيو روديغر كان كارثة وتسبب في ركلة جزاء، ولم يظهر بمستوى ثابت في الدفاع وكان يستحق بطاقة صفراء ثانية.
بالنظر إلى قائد الفريق فالفيردي، فقد واجه صعوبة أمام دوكو هو وراؤول أسينسيو المدافع الآخر من ناحيته، ولم يُشارك في الهجمات، ومعنى أن يكون اثنان غير قادرين على مجاراة لاعب واحد فقط، فهذه كارثة.
مانشستر سيتي يواصل الواقعية
لم يكن هذا أفضل أداء لمانشستر سيتي هذا الموسم، خاصة في الناحية الهجومية، ويعود الفضل في الهدفين إلى حد كبير إلى سذاجة لاعبي ريال مدريد، لكن ما يُحسب له هو الواقعية.
اختار غوارديولا نفس التشكيلة الأساسية التي لعبت ضد سندرلاند، ورغم البداية المتعثرة، سيطروا على مجريات المباراة في معظم فتراتها.
مانشستر سيتي يزيد معاناة ريال مدريد
بدلاً من هاجس الاستحواذ والتمرير لعب مانشستر سيتي مرة أخرى بشكل حيوي وواقعي، يعرف كيف يلعب الكرات المباشرة والدفاع كما ينبغي، حيث لعب بتشكيلة 5-4-1 ويتمركز 10 لاعبين من أصل 11 خلف الكرة، كما فعل في مباريات كبيرة مثل أرسنال مثلاً.
كان دفاع السيتي متماسكًا، حيث صدّ هجوم ريال مدريد المتراجع دون عناء يُذكر. وفي خط الوسط، قدّم نيكو غونزاليس أداءً رائعًا آخر، مُظهرًا تحكمًا هادئًا ومُوجّهًا دفة المباراة لصالح السيتي بسلسلة متواصلة من القرارات المصيبة. وحقيقة أن المعلقين لم يذكروا اسمه إلا نادرًا لا تُقلل من أهمية هذا الأداء.
شراكة جديدة تبشر بالخير للسيتي
الشراكة المتنامية بين جيريمي دوكو ونيكو أورايلي على الجانب الأيسر في السيتي تُصبح سريعاً واحدة من أكثر مصادر قوتهم الهجومية، رغم أن أورايلي مسؤول عن هدف الريال الأول، كان في المكان المناسب والوقت المناسب ليُعادل النتيجة من ركنية، وقام بتدخل دفاعي رائع في الشوط الثاني ليسبق رودريغو إلى الكرة وخرج بجائزة رجل المباراة.
في مواجهة دفاع ريال مدريد الذي ظل متكتلًا بثبات حتى تقدم السيتي قبل نهاية الشوط الأول مباشرة، كانت سرعة دوكو وذكاؤه، بالإضافة إلى تحركات أورايلي الذكية، هي التي ساعدت في اختراق دفاعهم.
فقد جاءت ركلة جزاء هالاند عندما كان دوكو ملاصقًا لخط التماس، فيما توغل أورايلي إلى العمق ما يدل على تفاهم كبير بينهما.
دائمًا ما يتألق نيكو أورايلي دائمًا كل مرة يبدأ فيها أساسيًا مع مانشستر سيتي، يتمتع بثقة عالية تُخالف قلة خبرته النسبية على هذا المستوى، ويُقدم الكثير من مركز الظهير الأيسر، وهو ليس بالضرورة مركزه الأصلي.