تتجه أنظار الشارع الرياضي الأردني والعربي، يوم الجمعة الثاني عشر من ديسمبر 2025، صوب استاد "المدينة التعليمية" في العاصمة القطرية الدوحة؛ لمتابعة القمة المرتقبة بين المنتخب الوطني "النشامى" ونظيره العراقي في ربع نهائي كأس العرب 2025، في لقاء يعيد للأذهان سيناريوهات الماضي القريب، ويأتي تتويجا لحقبة ذهبية شهدت وصول الكرة الأردنية للعالمية بالتأهل للمونديال.
ذكريات الملحمة الآسيوية ويحمل هذا "الديربي" طابعا خاصا ونكهة ثأرية لـ "أسود الرافدين"؛ إذ لا تزال الجماهير العربية تستحضر تفاصيل تلك ليلة التاسع والعشرين من يناير 2024، حين التقى الطرفان في دور الـ 16 من كأس آسيا 2023. يومها، قلب "النشامى" الطاولة في مباراة دراماتيكية "مجنونة" بعد تأخرهم، ليعودوا في الوقت بدل الضائع بهدفين متتاليين حسمهما نزار الرشدان، معلنا فوز الأردن 3-2 وتأهله نحو وصافة القارة، مما جعل من لقاء الغد فرصة لتأكيد الهيمنة الأردنية أو رد الاعتبار العراقي، وسط توقعات بحضور جماهيري غفير يغلب عليه الحماس والاحترام المتبادل.
مسيرة "علامة كاملة" في كأس العرب ويدخل المنتخب الأردني مواجهة الغد متسلحا بأداء بطولي في دور المجموعات، حيث حقق العلامة الكاملة 9 نقاط بعد ثلاثة انتصارات متتالية؛ بدأها بفوز صعب على الإمارات 2-1 أظهر فيه عزيمة القلب والتعويض، تلاه انتصار تكتيكي مقنع على الكويت 3-1، قبل أن يفجر مفاجأة من العيار الثقيل في ختام الدور الأول باكتساح المنتخب المصري بثلاثية نظيفة، مثبتا جدارته بصدارة المجموعة الثالثة.
الحلم يتحقق.. الأردن في مونديال 2026 وتتزامن هذه النتائج مع الإنجاز التاريخي الأضخم للكرة الأردنية؛ إذ نجح المنتخب في تحقيق حلم التأهل لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم 2026 بعد مسيرة تصفيات عصيبة، لتعم الاحتفالات الجنونية شوارع المملكة. وأوقعت القرعة، التي جرت في واشنطن، "النشامى" في المجموعة العاشرة النارية إلى جانب النمسا، والشقيق الجزائري، وحامل اللقب المنتخب الأرجنتيني، ليكون الأردنيون على موعد تاريخي محتمل مع مواجهة الأسطورة ليونيل ميسي، في تحد لإثبات الذات عالميا.
سنتان من التطور الذهني والفني ويعيش المنتخب حاليا أزهى فتراته بعد عامين من العمل المستمر، اكتسب خلالهما "شخصية البطل" وثقافة عدم الاستسلام، مدعوما بمنظومة تكتيكية متوازنة تعتمد على سرعة الأجنحة والضغط العالي، وتألق أسماء بارزة مثل يزن النعيمات، وموسى التعمري، ونزار الرشدان. وانعكس هذا الأداء على التصنيف الدولي للمنتخب الذي بات رقما صعبا آسيويا وعربيا، عازما على تخطي عقبة العراق غدا بمعنويات المتأهلين للمونديال.