في تطور لافت في المشهد السياسي السوري، أرسل الرئيس السوري أحمد الشرع، برقية تعزية ومواساة إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب، إثر حادثة إطلاق نار مأساوية استهدفت قوات أميركية في مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا، السبت الماضي، وأسفرت عن مقتل جنديين ومترجم مدني يعمل معهما.
تفاصيل التصعيد والرد الرسمي:
وأوضح بيان صادر عن الرئاسة السورية أن الرئيس الشرع أكد في برقيته "تضامن سوريا الكامل مع عائلات الضحايا في هذه المأساة الإنسانية"، معبراً عن بالغ الأسى لوقوع هذا الحادث المؤلم.
وشدد الرئيس السوري في رسالته على "إدانة سوريا القوية لهذا الفعل الإجرامي"، مشيراً إلى أن "مثل هذه الأعمال الإرهابية تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأضاف البيان أن دمشق "ملتزمة بالحفاظ على الأمن والسلامة على أراضيها، وتعمل بالتعاون مع جميع الأطراف لمكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في سوريا والمنطقة بأسرها".
ملابح الهجوم والتحقيقات الجارية:
على الصعيد الميداني، وقع الهجوم عندما فتح مهاجم منفرد النار على رتل عسكري تابع للقوات الأميركية والمتعاونة معها بالقرب من مدينة تدمر.
أسفر الهجوم عن مقتل جنديين من الجيش الأميركي ومترجم مدني، قبل أن يتمكن الحراس من قتل المهاجم في تبادل لإطلاق النار.
وكشفت تحقيقات أولية أجرتها وزارة الداخلية السورية عن هوية المهاجم، حيث أكدت أنه "أحد أفراد قوات الأمن السورية"، ويُشتبه بأنه كان "متعاطفاً مع أفكار تنظيم داعش الإرهابي".
وفي تطور متسارع، أعلنت الوزارة عن "القبض على خمسة أشخاص آخرين يشتبه في صلتهم المباشرة بالهجوم أو بتوفير دعم للمهاجم"، مشيرة إلى أن التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن أي خيوط مؤامرة محتملة وراء الحادث.
دلالات الخطوة وتأثيرها المحتمل:
تأتي مبادرة الرئيس السوري بإرسال برقية التعزية كحدث نادر ومهم، بالنظر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وواشنطن منذ سنوات طويلة، والخلافات العميقة حول مستقبل سوريا والوجود العسكري الأميركي.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها قد تشير إلى وجود قواسم مشتركة، وإن كانت محدودة، بين الجانبين، تتمثل في مواجهة الخطر المشترك الذي يمثله تنظيم داعش وفلوله.
كما قد تفتح هذه البادرة نافذة صغيرة للحوار حول قضايا الأمن المشترك، رغم استمرار الخلافات الاستراتيجية الأكبر بين البلدين.