أدان مسؤول فلسطيني رفيع تصريحات السفير الأمريكي حول الاستيطان، واعتبرها خرقًا واضحًا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، محذرًا من خطورتها على فرص السلام والاستقرار في المنطقة. وجاء الموقف الفلسطيني ردًا على تبريرات أمريكية لسماح حكومة الاحتلال بإنشاء مستوطنات جديدة، وهو ما أثار موجة استياء رسمية واسعة.
موقف فلسطيني رسمي حازم
أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح أن تصريحات السفير الأمريكي حول الاستيطان تمثل موقفًا سياسيًا بالغ الخطورة، لأنها توفر غطاءً سياسيًا لاستمرار التوسع الاستيطاني غير الشرعي. وشدد على أن هذه التصريحات تتناقض مع الإجماع الدولي الرافض للاستيطان، وتفتح الباب أمام فرض وقائع جديدة على الأرض بقوة الأمر الواقع.
الاستيطان مخالف للقانون الدولي
أوضح فتوح أن الاستيطان بجميع مسمياته وأشكاله، سواء قُدم على أنه تراخيص بناء أو توسع عمراني أو إجراءات إدارية، يظل استيطانًا غير قانوني ومدانًا بموجب القانون الدولي الإنساني. وأشار إلى أن قرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها القرار رقم 2334، أكدت عدم شرعية جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وطالبت بوقفها فورًا ودون شروط.
رفض التلاعب بالمصطلحات السياسية
انتقد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني محاولات التقليل من خطورة الإجراءات الاستيطانية عبر الادعاء بأنها لا ترقى إلى الضم أو إعلان السيادة. واعتبر أن هذا الطرح هو تلاعب بالمصطلحات القانونية والسياسية، ولا يغير من حقيقة أن الاستيطان أداة مركزية لفرض السيطرة وتقويض حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وهو جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال.
لا شرعية للاحتلال أو سياساته
شدد فتوح على أنه لا يوجد أي طرف في العالم يملك صلاحية منح الشرعية للاحتلال أو لسياساته الاستيطانية. وأكد أن المرجعية الوحيدة المقبولة هي القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والإجماع الدولي الذي اعتبر الاستيطان عقبة رئيسية أمام تحقيق السلام. ودعا الإدارة الأمريكية إلى احترام التزاماتها القانونية والأخلاقية، والتوقف عن المواقف التي تشجع على انتهاك القانون الدولي.
تحذيرات من تداعيات إقليمية خطيرة
حذر المسؤول الفلسطيني من أن تصريحات السفير الأمريكي حول الاستيطان لا تخدم مسار السلام، ولا تساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأوضح أن مثل هذه المواقف تؤدي إلى تعميق الصراع، وترسيخ الاحتلال، وتقويض أي فرصة حقيقية للتوصل إلى سلام عادل ودائم يقوم على إنهاء الاحتلال وضمان الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
دعوة لاحترام الشرعية الدولية
دعا فتوح المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، والتحرك الجاد لوقف الاستيطان ومحاسبة الجهات التي توفر له غطاءً سياسيًا. وأكد أن الصمت الدولي يشجع على سياسة الإفلات من العقاب، ويقوض الثقة في النظام الدولي القائم على احترام القانون والقرارات الأممية.
خلاصة المشهد والتطورات المتوقعة
تأتي تصريحات السفير الأمريكي حول الاستيطان في توقيت بالغ الحساسية، ما يضاعف من خطورتها السياسية والقانونية. ومع استمرار التوتر، يتوقع مراقبون تصعيدًا دبلوماسيًا فلسطينيًا في المحافل الدولية خلال الفترة المقبلة، في محاولة لوقف التوسع الاستيطاني وحماية فرص السلام وفق قرارات الشرعية الدولية.