هنأ الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الجمعة، الشعب السوري بمناسبة رفع العقوبات عن البلاد، معتبرًا أن هذه اللحظة تمثل تحولًا تاريخيًا وبداية فعلية لمرحلة جديدة طال انتظارها، مؤكدًا أن "اليوم هو أول يوم لسوريا بدون عقوبات”.
وقال الشرع في تصريحاته إن رفع العقوبات ليس مجرد قرار سياسي أو اقتصادي، بل خطوة تعكس صبر السوريين وتضحياتهم الطويلة، مضيفًا:
«يدًا بيد نمضي نحو مستقبل يليق بشعبنا ووطننا».
وأشار إلى أن السنوات الماضية كانت قاسية على السوريين في الداخل والخارج، لكنها لم تكسر إرادتهم ولا إيمانهم بقدرتهم على النهوض من جديد.
الشرع: طيّ صفحة المعاناة وبداية البناء
وأكد الرئيس السوري أن رفع العقوبات يمثل نهاية مرحلة صعبة وبداية مرحلة البناء وإعادة الإعمار، مشددًا على أن ما تحقق هو ثمرة صبر ومثابرة، ودعم من الأشقاء، إلى جانب تمسك السوريين بحقهم في حياة كريمة ومستقبل أفضل.
وأضاف الشرع أن المرحلة المقبلة ستشهد جهودًا مكثفة لإعادة بناء ما دمرته السنوات الماضية، ليس فقط على مستوى البنية التحتية، بل أيضًا في القطاعات الاقتصادية والخدمية والاجتماعية، بما يعزز الاستقرار ويفتح آفاقًا جديدة أمام الأجيال القادمة.
ترحيب رسمي برفع العقوبات
وفي السياق نفسه، رحّبت وزارة الخارجية السورية بما وصفته بـ الإزالة النهائية للعقوبات المفروضة على البلاد بموجب قانون قيصر، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل تطورًا بالغ الأهمية من شأنه تخفيف الأعباء المعيشية والاقتصادية التي عانى منها المواطن السوري لسنوات طويلة.
وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن رفع العقوبات يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعافي والاستقرار، ويمنح الاقتصاد السوري فرصة حقيقية للعودة التدريجية إلى مساره الطبيعي، بعد سنوات من الضغوط والتحديات.
دعوة للمشاركة في إعادة الإعمار
ووجّهت الخارجية السورية دعوة واضحة إلى جميع السوريين في الداخل والمهجر للإسهام في جهود النهوض الوطني، مؤكدة أن المرحلة القادمة تتطلب تضافر الجهود وتوحيد الطاقات من أجل بناء سوريا جديدة.
كما دعت المستثمرين من الدول الشقيقة والصديقة، إلى جانب رجال الأعمال السوريين، إلى دراسة فرص الاستثمار المتاحة والمشاركة الفعلية في مشاريع إعادة الإعمار، مشيرة إلى أن البلاد مقبلة على مرحلة تحتاج إلى رؤوس أموال وخبرات قادرة على دفع عجلة التنمية.
مرحلة مفصلية في تاريخ سوريا
ويرى مراقبون أن تصريحات الشرع حول رفع العقوبات تعكس إدراكًا رسميًا لحساسية المرحلة المقبلة، حيث تتجه الأنظار إلى كيفية ترجمة هذا التطور السياسي إلى تحسينات ملموسة في حياة المواطنين، سواء من حيث مستوى المعيشة أو فرص العمل أو استقرار الاقتصاد.
ومع إعلان بدء مرحلة البناء، يبقى التحدي الأكبر هو تحويل التفاؤل إلى واقع، والعمل على استثمار هذه اللحظة التاريخية بما يحقق تطلعات السوريين بعد سنوات طويلة من الصبر والمعاناة.