شهد المدخل الشمالي لمدينة حلب، الاثنين، مواجهات مسلحة واشتباكات عنيفة بين قوات الأمن الداخلي السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أسفرت عن سقوط قتلى من المدنيين وتسجيل عدد من الإصابات، في تطور ميداني جديد تزامن مع تبادل الطرفين الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار.
وأفادت وسائل إعلام رسمية سورية بمقتل مدنيين اثنين جراء قصف نفذته قوات «قسد» واستهدف منطقة جسر الرازي في مدينة حلب. في المقابل، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية وفاة امرأة تبلغ من العمر 57 عامًا متأثرة بإصابتها، قالت إنها نجمت عن استهداف أحياء الشيخ مقصود والأشرفية من قبل ما وصفته بـ«فصائل تابعة للحكومة».
وذكرت وكالة الأنباء السورية أن قوات «قسد» استخدمت الرشاشات الثقيلة وقذائف الـRPG وقذائف الهاون في استهداف محيط حي الأشرفية، إضافة إلى المنطقة الممتدة من دوار شيحان حتى دوار الليرمون شمالي حلب.
وبحسب مصادر صحفية، نفذ قناصون تابعون لقوات سوريا الديمقراطية عمليات استهداف في محيط دواري شيحان والليرمون، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات في المنطقة، وسط تأكيد الطرفين تسجيل إصابات في صفوفهما.
وفي السياق ذاته، أعلن الدفاع المدني السوري إصابة عنصرين من كوادره برصاص قوات «قسد» قرب حي الأشرفية أثناء أداء مهامهم الإنسانية.
وأشارت وكالة الأنباء السورية إلى أن القصف أدى إلى نزوح عشرات العائلات وعمال المصانع من محيط حي الليرمون، نتيجة تصاعد وتيرة الاستهدافات.
وأفادت مصادر صحفية بأن إطلاق النار تركز في منطقتين قريبتين من حيي الأشرفية والشيخ مقصود، الخاضعين لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، مشيرة إلى أن المعطيات الأولية تفيد بأن الهجوم انطلق من داخل الحيين واستهدف نقاط تمركز تابعة للقوات الحكومية.
في المقابل، قالت قوات سوريا الديمقراطية إن عناصرها ردوا على هجوم مسلح نفذته القوات الحكومية ضد أحد حواجزها العسكرية في حلب، وأعلن مركزها الإعلامي إصابة عنصرين من قواتها في الهجوم، محمّلًا الحكومة السورية المسؤولية الكاملة عما وصفه بـ«الاعتداءات».
من جهتها، نفت وزارة الدفاع السورية تلك الاتهامات، وأكدت في بيان رسمي أن قوات «قسد» شنت هجومًا مفاجئًا على نقاط انتشار قوات الأمن الداخلي والجيش في محيط حي الأشرفية، مشددة على أن وحدات الجيش ردت على مصادر النيران التي قالت إنها استهدفت منازل المدنيين وتحركاتهم ونقاط انتشار الجيش والأمن في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية.
وبحسب مصادر صحفية، دارت اشتباكات إضافية في منطقة العوارض بحي الأشرفية وبالقرب من دوار شيحان، وأسفرت عن تسجيل خمس إصابات بين المدنيين وعناصر الدفاع المدني.
وفي ظل التطورات الأمنية، أوضحت مصادر صحفية أن دوار الليرمون يمثل نقطة وصل حيوية بين ريف حلب الشمالي ومدينة حلب، مشيرة إلى أن السلطات أغلقت المنطقة ومنعت مرور المدنيين عقب الاشتباكات.
وأعلنت وكالة الأنباء السورية إغلاق طريق غازي عنتاب – حلب من جهة دواري الليرمون وشيحان، كإجراء احترازي بعد الأحداث الأخيرة.
وتأتي هذه التطورات بعد تصريحات أدلى بها وزير الخارجية السوري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان في دمشق، قال فيها إن الحكومة السورية لم تلمس ما وصفه بـ«إرادة جدية» لدى قوات سوريا الديمقراطية لتنفيذ اتفاق العاشر من مارس/آذار.
وينص الاتفاق المشار إليه على دمج جميع المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن مؤسسات الدولة السورية، بما في ذلك دمج قوات «قسد» في الجيش السوري قبل نهاية العام الجاري، إضافة إلى بسط سيطرة الدولة على المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز، وضمان عودة المهجّرين إلى مناطقهم تحت حماية الدولة.