لم يكد اتفاق وقف إطلاق النار يرى النور حتى بدأت الشكوك تحيط به، فبعد ساعات من الهدوء النسبي، عادت الحدود بين تايلاند وكمبوديا إلى دائرة القلق، مع اتهامات بانتهاكات تهدد مسار السلام الهش.
مسيّرات في السماء واتهامات على الأرض
واتهمت تايلاند، اليوم الاثنين، كمبوديا بانتهاك وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه يوم السبت الماضي، عقب ثلاثة أسابيع من اشتباكات حدودية دامية.
وأكد الجيش التايلاندي رصد أكثر من 250 طائرة مسيّرة قال إنها انطلقت من الجانب الكمبودي واخترقت المجال الجوي التايلاندي خلال ليل الأحد – الاثنين.
وجاء في بيان رسمي للجيش أن هذه التحركات الجوية تُعد «استفزازًا واضحًا وانتهاكًا للتدابير المتفق عليها لخفض التوتر»، مشيرًا إلى أن هذا النشاط يقوّض الثقة التي يفترض أن يبنيها الاتفاق الأخير، بحسب وكالة «فرانس برس».
حصيلة ثقيلة تسبق الهدنة
الاشتباكات التي سبقت الاتفاق خلّفت آثارًا إنسانية قاسية، إذ قُتل ما لا يقل عن 47 شخصًا، واضطر أكثر من مليون مدني إلى النزوح من المناطق الحدودية، وفق أرقام رسمية، ما جعل الهدنة تمثل أملًا نادرًا لسكان أنهكتهم المعارك.
وعود التهدئة… واختبار الالتزام
عند إعلان الاتفاق السبت، تعهّد الطرفان بوقف شامل لإطلاق النار، وتجميد تحركات القوات العسكرية، والسماح للمدنيين بالعودة إلى منازلهم في أقرب وقت، غير أن الاتهامات الجديدة أعادت طرح تساؤلات حول جدية الالتزام ببنوده.
الصين تدخل على خط الأزمة
بالتوازي مع التوتر الميداني، تستضيف بكين محادثات تجمع وزيري خارجية تايلاند وكمبوديا برعاية وزير الخارجية الصيني وانغ يي، بدأت الأحد وتستمر ليومين، في محاولة لتثبيت وقف إطلاق النار ومنع عودة التصعيد.
وأفادت وزارة الخارجية الصينية بأن وانغ يي أكد لنظيره الكمبودي براك سوكون أن الهدنة «أطلقت عملية إعادة بناء السلام»، داعيًا الجانبين إلى التحرك خطوة بخطوة نحو وقف دائم لإطلاق النار وإعادة بناء الثقة المتبادلة.