نيروز الإخبارية : نيروز ـ قلت لأحد أعضاء مجلس نقابة الاطباء حدّثني عن الدكتور فراس الدبوبي، فقال: هو أحد أشهر أطباء القطاع الخاص، جراحة عظام ومفاصل، واختصاصي جراحة المفاصل الصناعية يحمل الزمالة الألمانية، وهو ايضا استاذ مساعد في كلية الطب في الجامعة الهاشمية، حاصل على إجازة من دون راتب.
مناسبة سؤال عن الدكتور الدبوبي نشره 'عرض توظيف' على صفحته الرسمية على الفيسبوك عرض فيه نفسه للعمل في أي دولة خليجية، وبالراتب الذي تراه المؤسسة الطبية مناسبا.
فاجأني الإعلان الشخصي - كما فاجأ الجسم الطبي – وعلى حد تعبير أحد اعضاء مجلس النقابة، فهو جرس من بين ألف جرس دُقّت للتحذير من تدهور القطاع الصحي في المملكة.
أصوات كثيرة صرخت تطالب بانقاذ القطاع. كان أولها نقيب الأطباء الدكتور علي العبوس، ومنها ايضا الصوت الذي أطلقه د. بلال عزام عضو مجلس نقابة الاطباء المسؤول عن ملف الاطباء العاطلين عن العمل.
'النابغة المحبط' بدأ إعلانه بالجملة التالية: إلى شركات التوظيف.. أعرض نفسي للعمل في اي دولة خليجية و بالراتب الذي يرونه مناسب'.
وعرّف د. الدبوبي نفسه في سيرته الذاتية قائلا: استاذ في كلية الطب، وجراح عظام، واختصاصي جراحة مفاصل اصطناعية. خبرة ١٠ سنوات.
ما يدعو للوجع هو قوله انه لا يملك شروطا للتوظيف سوى 'الخروج من الأردن وعدم العودة إليها'، فالمطلوب حياة كريمة مواصفات مواطن عادي.
في أية حال ما زال لدى الدكتور الدبوبي شيئا من الصبر. لهذا قال في إعلانه: 'العرض سار حتى نفاذ الصبر'. ثم ختم: أعاتبك يا أردن على ما فعلته بنا، وأبكي مرارة على ما وصل إليه شعبك من الذل والهوان.
هاتفت الدكتور الدبوبي استأذنه بنشر منشوره، فقال لي: 'انشر' على أني توقفت عند 'السيرة الذاتية' للدكتور. وتحديدا انه الاستاذ المساعد في كلية الطب في الجامعة الهاشمية. سألته: لِمَ إن كنت استاذا مساعدا طلبت اجازة من دون راتب.
عندما طرحت السؤال على الدكتور الدبوبي كنت أطرحه بلسان 'طالب وظيفة' من ذاكرة عاطل من العمل، ولم يخطر في ذهني، أني أتحدث مع أحد عقول المملكة الذي يحق له أن يبحث عن 'عرض عمل' غير الذي يبحث عنه طالب وظيفة عادي. ومن حقه أيضا أن يعيش بمستوى يليق بمهارة ويديه وعقله.
على أنه أيضا، قال: صرت أعمل بالسخرة عند الحكومة، فلم تترك لي دينارا إلا واخذته، أو دخل الا وجبته، أو ضرائب من عملي القطاع الخاص إلا وتخطّفته من جيبي'.
طبيب عظام أردني مشهور يعرض نفسه على شركات التوظيف .. وكان هذا شرطه. أن يعيش بكرامة طبيب نابغة. عمون