نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية :
الكاتب مهيمن محمد علي
ظاهرة التحرش اصبحت ثقافة سائدة في مجتمعنا في الوقت الحاضر وذلك لعدم وجود قوانين صارمة تحد من
انتشارها ، فهو سلوك عدواني يصدر عن شخص بقصد الاعتداء على كرامة المرأة مما يولد لديها مشاعر الارتباك والانزعاج.
تتعرض المرأة بشكل عام وليس هنالك فرق ان كانت موظفة او عاطلة عن العمل او حتى مراجعة لإحدى دوائر الدولة ، فبعض المدراء والموظفين يكونون على احتكاك مباشر مع المرأة مما يؤدي الى استغلال المنصب لأغراض شخصية حتى تنجز هذه المعاملات ، في ما مضى كان التعامل يقتصر على تبادل المنفعة او مقابل مادي ،
اما اليوم اغلب الاحيان يقتصر على التحرش بطريقة دبلوماسية دون اثارة الريبة في نفوس الاخرين،
وذلك من خلال قيام الموظف بعرقلة سير انجاز المعاملات ، غالبا ما تنتشر هذه الظاهرة في دوائر الدولة كدائرة الرعايا الاجتماعية عندما تراجع الارملة او المطلقة تلك الدوائر للحصول على ذلك الراتب القليل الذي لن يسد نصف الاحتياجات،
إما عليها ان تنتظر لمدة طويلة دون جدوى او تنجزها بفترة قصيرة بشرط ان تقبل صداقة احد الموظفين و استغلالها لأغراض شخصية .
اما بالنسبة للموظفات فبعض مدراء الدوائر يحاولون ان يتعرضوا للموظفة بالكلمات التي لها ايحاءات رومانسية كأن يناديها ب(حبيبتي او لكي مكانة خاصة في قلبي وغيرها ..) واذا لم تستجب المرأة له ستنقلب حياتها جحيمتً ولن تستغرب اذا ما تم طردها بين لليلة وضحاها حتى وان كانت ذات كفاءة عالية جداً .
اجرت منظمة بوينت المتخصصة بالاستطلاعات والدراسات الستراتيجية استطلاعا تشمل خمس مدن عراقية
حيث بينت ان ۷۳ %من المشاركات وعددهن ٥۰۰ امرأة جميع الاعمار تعرضن للتحرش ضمن نطاق وظائفهن ،
وان ۷٥ %منهن لم تخبرن احد
اذ ان ۸٥٬۱ %يعتقدن ان القانون لن ينصفهن اذا قدمن شكوى بينما يسبب لهن الفضيحة ،فاغلبهن تعرضن للتحرش من ذوي المناصب العليا وان ٦۹ %تعرضن للتحرش والابتزاز الجنسي عندما يأتي وقت السلم الوظيفي للترفيع او حين يكون هناك ايفاد للخارج او دعوة لحضور مؤتمر في دولة معينة .
ولذا نحن بحاجة لقوانين صارمة تحمي المرأة اثناء دوامها وحتى اثناء مراجعتها لمؤسسات الدولة من هذه الظاهرة ، وان يكون للجهات الحكومية وغير الحكومية دور مهم في معالجة هذه الظاهرة وبالإضافة الى وضع خطة طويلة تستهدف تمكين النساء وبناء قدراتهن للدفاع عن انفسهن ، فمع الاسف اصبح فساد هذه الظاهرة ثقافة بحيث نحتاج الى ثقافة اقوى منها للقضاء عليها
وتذكري يا عزيزتي أن الحياء لا يعني الضعف ابداً .