نيروز الإخبارية : نيروز_اكتفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين باصدار بيان مقتضب، حول محاولة انتحار أحد اللاجئين السودانيين من على مبنى تابع للمفوضية بعمان صباح امس، فيما بينت مصادر مطلعة أن "محاولة اللاجئ كانت لتسليط الضوء على معاناته التي يشترك بها مع أكثر من 6 آلاف لاجئ سوداني يعيشون في المملكة ويعانون من الفقر الشديد الى جانب تضاؤل الفرص في التوطين في بلد ثالث أمامهم”.
واكتفى الناطق باسم المفوضية في عمان محمد حواري بالقول إن "المفوضية تتابع باهتمام حالة أحد اللاجئين من الجنسية السودانية إثر محاولته تعريض نفسه للخطر”. وتابع أن "اللاجئ حاليا بوضع آمن بعد ان تمكنت الاجهزة الامنية من معالجة الوضع”.
حالة اللاجئ السوداني، وإن لم تعرف تفاصيلها، فإنها تسلط الضوء على معاناة نحو 6146 لاجئا سودانيا في الأردن، مسجلين في المفوضية العليا للاجئين، ويشلكون نحو 0.8 % من اجمالي اللاجئين المسجلين في المفوضية بالمملكة، والبالغ عددهم نحو 762 الف لاجئ 88 % منهم من الجنسية السورية.
ويرى لاجئون سودانيون أن قضيتهم "منسية” فالأولوية تعطى للاجئين من جنسيات أخرى، تحديدا السوريين، سواء كان ذلك من حيث المساعدات والإغاثة أو من حيث فرص إعادة التوطين.
نجم؛ اسم مستعار للاجئ سوداني من اقليم دارفور، لم يكن على علم بتفاصيل أو هوية الشاب الذي حاول الانتحار في مبنى المفوضية، لكنه يقول: "همومنا جميعا متشابهة، الفقر، معاناة من إهمال منظمات الاغاثة وتضييق الجهات الرسمية علينا بالدخول الى سوق العمل، انعدام فرص اعادة التوطين”.
يقيم نجم في الأردن منذ 4 سنوات ونصف، يقول "مشكلتنا أننا منسيون، فمنظمات الاغاثة لا تكترث بنا، ولا حتى يسمح لنا بالعمل”.
منذ وصوله الى الأردن لم يتلق نجم، البالغ من العمر 38 عاما، أي مساعدات من مفوضية اللاجئين أو أي جهة اغاثية أخرى، ويقول "لدي 3 أبناء اعمارهم بين السبع سنوات والسنة، في كثير من الليالي ننام دون طعام”.
تعتمد العائلة في ملبسها وطعامها على مساعدات الجيران، ويقول "اصبحت قريبا من ان أتوسل حتى اعيل عائلتي”.
في بداية لجوئه الى الأردن، عمل نجم في سوق الخضار المركزي، لكنه لم يستطع العمل طويلا بهذا المجال، ويبين: "يتم طرد الوافدين من سوق الخضار المركزي، لان عملهم ممنوع هناك، أحيانا أذهب هناك باكرا للعمل، استطيع تحصيل دينارين أو ثلاثة”، ويزيد "احصل على بقايا الخضراوات والفواكه أو الخضار التالفة لتكون وجبة الطعام لعائلتي، أما الملابس فهي اما من الجيران وفي بعض الاحيان تبحث زوجتي في حاويات القمامة عن ملابس ملائمة تحديدا ملابس الشتاء”.
يبقى التحدي الاكبر أمام نجم تأمين ايجار المسكن وفواتير الكهرباء والماء، فهو للآن غير قادر على دفع فواتير متراكمة منذ أربعة أشهر.
يرى نجم كغيره من اللاجئين السودانيين أن العودة الى بلادهم مستحيلة مع استمرار خطورة الاوضاع هناك، في المقابل فإن المفوضية لغاية الآن لم تبلغهم بأي فرص لإعادة التوطين في بلد ثالث.
بحسب مفوضية اللاجئين، يعد اللاجئون من الجنسية السودانية رابع أكبر فئة من اللاجئين في البلاد، بعد السوريين، العراقيين، واليمنيين. وفي وقت تقدم به المفوضية احصائيات مفصلة حول اوضاع اللاجئين من الجنسيتين السورية والعراقية، فإنها لا تقدم احصائيات مفصلة حول أوضاع السودانيين انما تدرجهم تحت قائمة لاجئون من جنسيات اخرى.
بحسب أرقام المفوضية، فقد حصل خلال العام 2017 نحو 245 لاجئا من جنسيات أخرى غير السورية والعراقية على فرصة لإعادة التوطين، يشتمل هذا العدد بشكل اساسي على لاجئين من الجنسيتين اليمنية والسودانية.
وبحسب المفوضية فإن اللاجئين من الجنسيات الأخرى (يمنيين، سودانيين، صوماليين) يبلغ عددهم 24241 لاجئا، منهم 5,505 لديهم احتياجات خاصة كأوضاع صحية صعبة، اعاقة، كبار في السن واطفال ونساء محتاجين لحماية ورعاية.
ومن الناحية الديموغرافية فعلى العكس من اللاجئين السوريين، فإن الاطفال يشكلون 22.3 % من الاطفال من الجنسيات الأخرى، ويبلغ عددهم 5174 طفلا.