نيروز الإخبارية : نيروز_قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبدالناصر ابو البصل، إننا "نتمسك بأوقاف القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك بصفتها حقا للأمة جميعا، وحق الأوقاف على الأمة أن تحافظ عليه”، مشيرا الى ان أوقاف القدس تتبع لوزارة الأوقاف الأردنية عبر الوصاية الهاشمية على المقدسات نيابةً عن الأمة.
وأضاف أبو البصل خلال رعايته امس الاثنين، مندوبا عن رئيس الوزراء افتتاح أعمال منتدى قضايا الوقف الفقهية التاسع تحت شعار "قضايا مستجدة وتأصيل شرعي”، إن كثيرا من المرافق والمؤسسات "تموّل وتُدار عبر الادارة الوقفية التي حفظت لنا الأرض والعقار والبيئة، والكتب والمؤلفات التي جعلت الوقف حافظاً للتراث الاسلامي في جميع مجالات التأليف والعلوم، كما حفظ الوقف للأمة مقدساتها كالمساجد الثلاثة وغيرها”.
وأشار الى أن الطبيعة الاجتهادية لفقه الوقف هي إحدى خصائص الفقه الاسلامي وفرضتها مقاصد الشارع، ما يؤكد أن العقلية المسلمة استطاعت عبر التاريخ أن "تستثمر النصوص العامة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لإيجاد منظومة متكاملة من الأحكام الفقهية المنظمة لأعمال الوقف وإدارته واستثماره وديمومته ومواجهة مستجداته، وليغدو نظام الوقف نظاماً حضارياً شاملاً لقطاعات مختلفة كالتعليم والصحة والجهاد والتنمية الاجتماعية والبحث العلمي والمرافق العامة وغيرها”.
وأكد ابو البصل أن ثقافة الوقف البحثية تشهد اليوم نمواً كبيراً، خاصة جهود دولة الكويت في هذا المجال وخاصة الأمانة العامة للأوقاف، مشيرا الى ان الحلقة التاسعة لحلقات منتدى قضايا الوقف أكبر شاهد على هذه العناية، وهذا النمو العلمي الذي ينتهج طريقة شورى الاجتهاد الفقهي الجماعي المتخصص بعيداً عن الفردية والتعصب.
وأشار إلى أن لدينا في الأردن عناية بالوقف والأوقاف، وتشهد الحركة الوقفية وحركة التشريعات الوقفية ونظمها نمواً كبيراً يأخذ الوقف مكانته في تحقيق التنمية الشاملة التي يحققها الوقف ضمن مسارات الحكومة في دولة القانون والمؤسسات والتكافل.
من جهته، قال الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف محمد الجلاهمة إن الله تعالى أنعم على أمتنا بسنة الوقف النبوية الشريفة التي تناولت كافة مجالات الحياة، ووفرت من الموارد ما يكفل استمراريته، ولم يعد ينحصر دوره في بناء مسجد أو حفر بئر ماء.
وأضاف، "كانت حضارتنا الإسلامية، التي أشرقت على العالم قرونا عديدة، إحدى ثمار الوقف الإسلامي، وحري بأمتنا الإسلامية أن تنهل من معين الوقف، وتستفيد من خيراته، بالعودة لإحياء الوقف الذي سيسهم في استرداد أمتنا لدورها الحضاري المنشود”.
وأكد الجلاهمة أن عملية إحياء سنة الوقف مثلت أحد الأهداف الاستراتيجية للأمانة العامة للأوقاف منذ إنشائها عام 1993، حيث ترجمت هذا الهدف إلى مشروعات وبرامج وأنشطة محلية ودولية، مؤكدا أهمية عقد منتدى قضايا الوقف الفقهية وسعيه لتناول القضايا والمسائل المستجدة في مجال الوقف، واجتراح الحلول الشرعية لها.
بدوره، قال رئيس اللجنة العلمية للمنتدى الدكتور خالد مذكور المذكور، ان الوقف يعد أحد أفضل سبل الخير حيث يتم من خلاله رصد مال معين لغرض مشروع يخرج عن ملك صاحبه، ولم تخل الأوقاف الإسلامية على مدار تاريخنا الإسلامي من العناية بأغراض تخدم المجتمع المسلم، وحتى غير المسلمين في المجتمع، بل والحيوانات كذلك، في صيغ وقفية عزّ نظيرها، وأدت إلى تفوق ورقي المسلمين علميا وفكريا واجتماعيا واقتصاديا.
وأضاف، "مع تطور الأيام وتعاقب الدول انحدرت الأمة الإسلامية إلى هوة عميقة، وتبع ذلك انحدار الأوقاف نتيجة لأسباب عدة منها التعدي عليها أو إهمالها، في حين ارتفع نجم العالم الغربي الذي قام بالاحتكاك بالعالم الإسلامي واستفاد منه”.
وأشار الى أننا بدأنا نشهد صحوة وقفية في كافة أرجاء العالم الإسلامي، وعودة للترا العلمي في استنباط صور متجددة للأوقاف تستلهم العصر وتواكبه. فكان إنشاء الأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت سنة 1993 باعتبارها إحدى صور تلك العودة المباركة من خلال رعايتها لسنة الوقف النبوية الحميدة، ونأمل لها المزيد من التقدم والتعاون مع المؤسسات الشبيهة بما يحقق صالح المجتمعات الإسلامية وفق ضوابط الشرع الحنيف.
من جانبه، قال عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية في جدة الدكتور العياشي فداد، ان انعقاد المنتدى في دورته التاسعة يأتي في وقت تتطلع فيه دول العالم الإسلامي إلى أن يكون القطاع غير الربحي او الخيري الذي يقوده الوقف رافدا مهما لاقتصاداتها، ويخفف من أعباء موازناتها، ويسهم في تحقيق التنمية.
وأضاف، ان هذا المنتدى العلمي يعد موردا خصبا للباحثين في مجالات الوقف المختلفة وسندا مهما للمجامع الفقهية ومرجعا للمجالس الشرعية فيما تتخذه من قرارات وتصدره من معايير.
وفي كلمة المشاركين قال الدكتور عجيل النشمي، ان دعوات كريمة تنادت لإحياء ثقافة الوقف ونشرها وتعميمها، والعمل بها ليستفيد منها جمهور المسلمين وترقى بها أمة الإسلام.
وأشار إلى أن الأمانة العامة للأوقاف عقدت منتديات وقفية ثرية لمناقشة قضايا الوقف الفقهية بغرض ترسيخ الوقف ودعم وتأصيل مسيرته العلمية لتتوافق وتتطابق مع مبادئ الدين الحنيف.
وعرض خلال حفل الافتتاح، فيلم تعريفي عن الوقف، ومعرض الوقف.
وحضر الافتتاح قاضي القضاة الشيخ عبدالكريم الخصاونة، مفتي عام المملكة الدكتور محمد الخلايلة، رئيس مجلس أوقاف القدس الشيخ عبدالعظيم سلهب، مفتي عام القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، وعلماء ومفكرون ومختصون وشخصيات سياسية وأساتذة الشريعة الإسلامية.