فعادة شرب الشاي متأصلة في ثقافة هذا الشعب وتعتبر ممارسة اجتماعية تقليدية وعلامة على كرم الضيافة، ويتفوق فيها الأتراك على البريطانيين عند مقارنة وتقييم الاستهلاك اليومي من الشاي لدى الطرفين.
وعلاوة على ذلك فأن تركيا ليست فقط مستهلكة للشاي بل منتجة له حيث تنتج ما يقارب 6.4% من إنتاج العالم من الشاي سنويًا. وتوجد أغلب مزارع الشاي في مقاطعة ريز على ساحل البحر الأسود.
تنتج تركيا نحو 259 ألف طن من الشاي سنويًا، وتعد الدولة الأولى في استهلاك الشاي عالميًا حيث يبلغ نصيب الفرد من الاستهلاك السنوي 3.6 كيلوغرام
وقد ارتفعت عائدات تصدير الشاي من تركيا إلى دول العالم خلال عام 2016 المنصرم بنسبة 20.4% مقارنة مع عام 2015، لتتجاوز الـ 28 مليون دولار مقابل نحو 6 ملايين كيلوجرام من الشاي.
وبحسب معطيات اتحاد المصدرين في شرق البحر الأسود، فإن كمية الشاي التركي المُصدّرة خلال عام 2016 ارتفعت بنسبة 11.4% مقارنة مع 2015، لتصل إلى 6 ملايين و668 ألف و820 كيلوجراما، بعد أن كانت 5 ملايين و986 ألف و989 كيلوجراما.
واحتلت بلجيكا المرتبة الأولى كأكثر دولة مستوردة للشاي التركي خلال 2016، باستيرادها نحو مليونين و114 ألف و716 كيلوجراما، بقيمة 10 ملايين و562 ألف و932 دولارا وقامت تركيا بتصدير الشاي الذي يُعد من أهم منتجاتها الزراعية إلى 86 بلدًا مختلفًا حول العالم .
وتتميز مدينة ريزا (Rize) الخضراء والتي تقع شمال شرق تركيا وتشرف على ساحل البحر الأسود، بأنها ارض زراعة الشاي، حيث تحتوي على مساحات شاسعة من نباتات الشاي.
ويُعدّ المناخ المناسب لزراع
ة الشاي وبُعدُه عن مستوى سطح البحر من العناصر الهامة التي تُحدد جودة الشاي.
كانت أولى الدراسات والتقييمات لزراعة الشاي قد تمت في ريزا عام 1924، وهكذا بدأت زراعة وإنتاج الشاي في ريزا.
يعد الشاي الأسود هو الأكثر شعبية، يليه الشاي الأخضر، ثم شاي التفاح.
وهنالك شاي دوغادان التركي وهو أحد أشهر أنواع الشاي في تركيا، والذي يعرف بفوائده الصحية الهائلة، خاصة بالنسبة للتتحيف والحصول على جسم مثالي ورشيق، ويمكن الحصول عليه بأكثر من طعم وتركيبة عشبية منها الزعتر، والشاي الأخضر، والروزماري، وورقة الفوندا، وورقة الماتي، والكرز الجذعية، والقراص، والياسمين.
هنالك روايتان في تعرّف تركيا على الشاي فهنالك رواية تقول انه في عام 1787 مع زراعة بذور الشاي، والتي جلبت من اليابان إلى جوار مدينة بورصة، والّتي كانت عاصمة للدولة العثمانية خلال عام 1326-1365، ولكن زراعتها فشلت في وقت قصير بسبب الظروف المناخية السيئة.
وعندما اتضح أن منطقة البحر الأسود أكثر ملاءمة، زرعت بذور الشاي في مدينة باتومي عام 1918.
عُرف علي رضا أرتين، مدير مدرسة الزراعة، بأنه أول شخص حاول زراعة الشاي في تركيا وصدر قانون زراعة الشاي في عام 1924 ، وجلبت بذوره من باتومي إلى مدينة ريزا، وكانت النتائج واعدة. وتم تأسيس أول مصنع للشاي في تركيا في المدينة نفسها عام 1947 ، وعلى الفور احتكرت الدولة صناعة الشاي، واستمر ذلك حتى عام 1984.
ورواية ثانية تقول انه وصلت ثقافة الشاي إلى إسطنبول في عام 1856 مع قدوم الجنود البريطانيين والفرنسيين إلى المدينة حلفاء في حرب القرم التي اندلعت في عام 1853.
وصارت حفلات الشاي التي أقيمت في السفارات رائجة أيضا بين أفراد المجتمع البارزين، وبدأ الأتراك يعيدون تقديم الشاي. وفور أن عرف الشاي طريقه إلى بيوت إسطنبول، لم يكن يقدم للضيف فنجان من القهوة فقط، بل كان يقدم له الشاي أيضا.
في الشوارع المزدحمة، هناك مشهدا مألوفا وهو عبارة عن صبي صغير يحمل صينية ويهرول لتسليم أكواب صغيرة مليئة بالشاي الأسود ليوصلها إلى أصحاب المحال التجارية التي غالبا ما تقدم لعملائها الشاي التركي، باعتباره علامة على الصداقة والضيافة.
مشهد آخر يتكرر في معظم المدن والقرى التركية هو اجتماع العائلات والأصدقاء في حدائق الشاي التركية أو في المقاهي لقضاء الأوقات الممتعة مع بعضهم البعض.
المصدر الأحوال