كلما سلبَ منا الموتُ عزيزاً ،رحنا نشعر بأن نهراً رقراقاً بداخلنا قد نضب، وبأن غيمةً أضحت عقيمة من قبل أن تحتضن قَطْرها البكر ..
ومن ثم تتعالى الحسرات بداخلنا ،على أولئك الذين قضوا أمام أعيننا دون حولٍ منا و لا قوة ، إلى أن تداهمنا تلك الحقيقة التي غضضنا الشعور عنها طويلاً ؛ بأنه لا ينبغي أن يتوقف نبضك فقط لكي تموت ، ولكن يكفي أن تفقد شغفك ، أو تسلب حريتك، أو يُوأَد حلمك، أو يخونك من أئتمنته ، أو يخذلك من آمنته ،أو يظلمك من ناصرته، أو يغربك من آويته سنيناً طِوال في قلبك؛
عندها فقط ستدرك بأن للموت أشكال عديدة ، أهونها أن يتوقف قلبك عن الخفقان ...