بدأ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تحركا دوليا كثيفا أجرى فيه محادثات عاجلة مع عدد من زعماء دول العالم ردا على انتشار تقارير حول عزم الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وذكرت وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية أن عباس "يقود منذ مساء يوم السبت حملة اتصالات هاتفية عربية ودولية شملت عددا من زعماء العالم، أطلعهم... خلالها على ما تتعرض له مدينة القدس من مخاطر، وما هو المطلوب من أجل حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية". أمير قطر والرئيس المصري وبدأت حملة عباس باتصالين بكل من أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تم خلالهما تأكيد الأهمية الملحة لحماية مدينة القدس "في ظل المخاطر التي تحدق بها". الرئيس الفرنسي واستمرت حملة الرئيس الفلسطيني بمحادثاته مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حيث أشار فيها عباس إلى "المسؤولية الدولية في عدم تغيير الوضع القائم فيها وفق الاتفاقيات الموقعة والقانون الدولي الذي ينص على أن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية". وأكد عباس "ضرورة عدم اتخاذ أية مواقف تجحف بنتائج مفاوضات الحل النهائي سلفا، وضرورة التحرك على كل المستويات من أجل ضمان ذلك". العاهل الأردني كما هاتف عباس من ثم العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، واتفق الزعيمان على مواصلة التشاور في الأيام القليلة القادمة. وقالت وكالة "وفا": "ثمن الرئيس الجهود التي يبذلها الملك ومواقفه الداعمة لشعبنا وللقضية الفلسطينية وتحديدا تجاه مدينة القدس". ولي العهد السعودي وواصل عباس تحركه الدولي باتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، حيث طلب "تدخل المملكة العربية السعودية العاجل لما لها من مكانة على المستويين العربي والدولي، من أجل حماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية". وأكد بن سلمان، حسب "وفا"، "أن هذا الموضوع يحظى بأولوية خاصة لدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ولديه شخصيا ولدى المملكة العربية السعودية، وأنه سيتابع الموضوع مع الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية". الرئيس التونسي وأجرى بعد ذلك عباس مكالمة هاتفية مع الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، لبحث التطورات الأخيرة حول مدينة القدس، واتفقا "على استمرار التواصل خلال الأيام المقبلة، للوقوف على آخر المستجدات". أمير الكويت كما هاتف الرئيس الفلسطيني أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، و"استعرض المخاطر التي تهدد المدينة المقدسة، وضرورة التحرك على كافة المستويات لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية". الرئيس التركي واستمرت هذه الحملة باتصال الرئيس الفلسطيني بنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، حيث طلب عباس منه "بصفته رئيس القمة الإسلامية التحرك العاجل من أجل مواجهة التحديات المحدقة بالقدس والمقدسات". وحسب ما نقلته وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، أكد أردوغان دعم بلاده لفلسطين في ما يخص قضية القدس، مشددا على ضرورة إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. قضية القدس وتأتي سلسلة اتصالات عباس بزعماء دول العالم بعد أن ذكرت مصادر أمريكية مسؤولة، لوكالتي "رويترز" و"أسوشيتد برس"، الجمعة، أن رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، يعتزم أن يعلن رسميا يوم الأربعاء المقبل عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ووعد ترامب، خلال حملته الانتخابية نهاية العام 2016، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس من موقعها الحالي في تل أبيب، وكرر في أكثر من مناسبة أن الأمر "مرتبط فقط بالتوقيت". واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حزيران عام 1967، وأعلنت لاحقا ضمها إلى القدس الغربية، واصفة المدينة كلها بأنها "عاصمة موحدة وأبدية" لإسرائيل، وهو ما يرفضه المجتمع الدولي. المصدر: وكالات