نيروز الاخبارية: تحولت أودية في محمية ضانا، التي تُعد أكبر محمية
طبيعية في الاردن، وموطنا لمجموعة كبيرة ومتنوعة من الحياة البرية النادرة،
الى مستنقعات للصرف الصحي تنساب بشكل مستمر من الفنادق والمحال التجارية
التي تعتلي المحمية
وانعكس انسياب المياه العادمة على الحياة البرية
من نباتات وطيور وثديات وزواحف وزوار للمحمية التي تصل مساحتها الى نحو
(292) كيلومترا مربعا، علاوة على تأثيرها المباشر على المياه الجوفية
ومشارب المياه الطبيعية التي خصصتها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة
للحيوانات المنتشرة داخل المحمية
وتتميز محمية ضانا للمحيط الحيوي
بتنوع فريد وكبير في الحياة البرية وأنواع نادرة من النباتات والحيوانات،
فهي موطن للعديد من أنواع الطيور والثديات المهددة عالميًا، مثل النعار
السوري، والعويسق، والثعلب الأفغاني، والماعز الجبلي، وتعد من أفضل الأماكن
في العالم التي تدعم وجود النعار السوري، كما تدعم وجود وتكاثر صقر
العويسق
وانتقد عدد من المختصين في المجال البيئي وزوار المحمية، ما
وصفوه بـ«الانتهاك» لحرمة المحمية الطبيعية، جراء تسرب مياه الصرف الصحي
من الفنادق والنزل السياحية والمحال التجارية الموجودة اعلى المحمية، دون
اتخاذ اي اجراءات من شأنها الحفاظ على تلك المحمية الكبرى في المملكة،
والتي تحتوي على الأقاليم الحيوية الجغرافية الأربعة، إقليم البحر الأبيض
المتوسط، والإقليم الإيراني-الطوراني، وإقليم الصحراء العربية، والإقليم
السوداني، ولذلك فهي أكثر المناطق تنوعاً في الأردن من ناحية الأنظمة
البيئية والأنماط النباتية مثل نمط ال?رعر ونمط البلوط دائم الخضرة ونمط
نبت الكثبان الرملية ونمط النبت السوداني وغيرها العديد، كما تتميز المحمية
بأنها موئل ما تبقى من غابات السرو الطبيعية المعمرة
وتحتضن محمية
ضانا أكثر من (830) نوعا نباتيا، ثلاثة منها تم تسجيلها لأول مرة في
المحمية حيث حملت كلمة ضانا في اسمائها العلمية باللغة اللاتينية، بالاضافة
الى وجود (190) نوعاً من الطيور و(37) نوعاً من الثدييات و(36) نوعاً من
الزواحف في المحمية، وهنالك (25) نوعاً منها معرض للخطر، بما في ذلك القط
الرملي، والذئب السوري، وطائر العوسق الصغير والسحلية شائكة الذيل، يمكن
لهذه الحيوانات إن بقي تسرب هذه المياه العادمة بشكل مستمر أن تختفي للأبد
من على وجه الأرض، الأمر الذي يجعل من محمية ضانا مكاناً طارداً للحيوانات
بالا?افة الى القضاء على العديد من النباتات الطبيعية والنادرة
واشار
عدد من الزوار والصيادين المرخصين الذين يرتادون المحمية بشكل يومي، إلى
ان العديد من الفنادق والنزل السياحية التي تعتلي المحمية، التي تتخلص من
المياه العادمة عن طريق الاودية دون اللجوء الى شفطها عبر الصهاريج الخاصة،
الامر الذي يلحق ضررا بالغا بالحياة البرية الحيوانية منها والنباتية،
علاوة على انتشار الروائح الكريهة، والتي لا يستطيع معها الزائر او الصياد
التواجد داخل حدود المحمية
مدير محمية ضانا الطبيعية للمحيط الحيوي
المهندس عامر الرفوع، أكد خلال اتصال هاتفي أجرته $ ان الجمعية الملكية
لحماية الطبيعة تولي الموضوع البيئي داخل المحمية الاهمية البالغة، لافتا
الى أن الجمعية التي تمتلك بيت الضيافة الفندقي المطل على المحمية يحتوي
على محطتين احدهما للصرف الصحي واخر للمياه الرمادية ومياه الامطار التي
تصفى وتستغل من جديد داخل بيت الضيافة، مؤكدا أنه سيجري التحقق من المسببات
التي ادت الى ذلك ومعرفة مصدر المياه سواء أكانت عادمة او غيرها، لمنع
تكرر ذلك لاحقاً