الدكتور قاسم جميل العمرو
تدور التكهنات في الاوساط السياسية والاعلامية ان الرئيس الدكتور عمر الرزاز يُعد العدة لاجراء التعديل الخامس على حكومته ليشمل عدد من الحقائب الوزارية، وثمة تسريبات وتكهنات أخرى تقول ان الرئيس يحزم حقائبه لمغادرة الدوار الرابع ليحجز له مقعد قريب في العبدلي عضوا في مجلس الاعيان، هذه الجدلية حول قصة التعديل والتغيير تلقي بظلالها على المشهد الاعلامي الذي تناول مسالة الحكومة اما بقصد التشويش على أداء الحكومة أو بتوجيه من صالونات سياسية ام مجرد تحليل سببه ضعف أداء الحكومة وتفجر اكثر من أزمة في وجهها كان آخرها فواتير الكهرباء. ربما للمرة الاولى التي يشهد فيها الاردنيين رئيس وزراء هادئ يعمل باريحية وبطء شديد واحيانا ينتابك احساس بأنه غير مكترث بما يجري،وأحيانا تستطيع فهم اسلوبه بالادارة فهو حريص على تأزيم الامور للوصول الى حافة الهاوية لتحقيق مايريد كون الرجل لا يملك كل خيوط اللعبة بيده، وهذا كان واضحا في إدارته لازمة اضراب نقابة المعلمين. اليوم كثُر الحديث عن استعداد الرئيس لإجراء تعديل هو الخامس على حكومته التي مضى على تشكيلها اكثر من عامين اجتهد الرجل على طريقته وكان قد ورث ملفات ثقيلة وبنفس الوقت اصبح المواطن يوجه النقد المباشر لاخفاق الحكومات المتعاقبة، مستخدما وسائل التواصل الاجتماعي والنكته السياسية اللاذعة في التعبير عن ما يدور في خلده، وشكلت هذه الوسائل أداة ضغط وتحريك للرأي العام مما سبب الحرج للحكومة، لكن لتوالي الاحداث وتعاقبها من اتفاقية الغاز الى صفقة القرن ثم فواتير الكهرباء والبطالة، كل هذه التداخلات والتشابكات خلقت نوع من التفكك في توجه الرأي العام وعدم تركيزه على قضية واحدة والان الناس مشغولة بقصة التعديل او التغيير. لو افترضنا ان الرئيس الرزاز سيجري تعديلاً على حكومته، فهذا يعني ان ثمة قرار قد اتخذ للتمديد للمجلس الحالي لمدة عام على الاقل وفقا لاحكام الدستور الذي يعطي الصلاحية للملك التمديد للمجلس الحالي، وفي حال كان الامر مخالف فيستطيع الرزاز تحمل الوزراء لمدة شهرين لحين انتهاء الدورة العادية لمجلس النواب وبهذه الحالة تستقيل الحكومة بانتهاء عمر المجلس، وهذا يستوجب تشكيل حكومة لادارة الانتخابات في الفترة الدستورية التي تتبع حل مجل النواب. أما من ذهب بتحليلاته ان حكومة جديدة ستتشكل فهذا يعني اما التمديد لمجلس النواب أو اجراء انتخابات بعد اربعة اشهر من حل المجلس الحالي، والسبب ربما لاشغال الناس بالانتخابات خصوصا مع تداعيات صفقة القرن، ومن ناحية اخرى فهم توجهات المواطنيين اذا ما علمنا ان النواب هم المرآة التي تعكس واقع المجتمع، وتوجهاته وهذا معروف في كل الدول والمجتمعات التي لديها برلمانات. منذ فترة غرقنا في التحليلات والانقسامات في الرأي حول أداء الحكومة في معزل عن الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة وحجم الضغط الذي يمارس على الدولة من القوى الخارجية، وانعكاس ذلك على الاداء، فاصدرنا احكامنا بناء على المشاهدات السطحية دون الغوص في الاعماق لاننا بالاساس لا نمتلك المعلومات الكافية لاجراء مقاربات وتحليلات اكثر صدقا. لقد كان عنوان خطبة جمعة اليوم والحديث عن الشباب بسريالية دون التنبيه للواقع الذي نعيشه في إطار قواعد سياسية واقتصادية اجتماعية، جعلنا دائما نتناول فكرة التعديل والتغيير على الحكومات بسريالية أبعد وأخطر مما نعيشه على الواقع، ما اتمناه في الحقيقة هو دوام الاستقرار وتعزيز الوحدة الوطنية لمجابهة التحديات ودعم موقف الملك المطل على كل خيوط اللعبة ليكون أكثر قدرة على المناورة واختيار البدائل التي تخدم الوطن.