وصل موقع نيروز الاخبارية رسالة من العقيد متقاعد دكتور رمزي الدبك حيث قال :
الحمدلله حمدا كثيرا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، أما بعد، فقد وضع جهاز الامن العام على صدري وسام شرف خدمة العدل، وقد أقسمت على إقامته بين الناس ما استطعت الى ذلك سبيلاً، وتلك مسؤولية رضيت أن أحملها وأنا مدفوع بعزم أستمده من انتمائي لهذا البلد وأهله وهو ما كان وسيبقى مصدر فخرٍ واعتزازٍ لي دوماً ، وانتماءٍ آخر أحمل له في نفسي تقديراً عميقاً (إذ فارقتُه ليلقَى ربَه) وهو أبي الذي أفنى عمره خادماً للعدالة باحثاً عنها وما هانت عِظامه عندي إذ بَلَت وإني من تلك العِظام دَماً من دَمّ.
لقد كنت وخلال ستةٍ وعشرينَ عاماً خلَت خادماً وسيداً ، لا أطمح الا ان اخرج من الوظيفة العامة كما قال ابن الخطاب (كِفافاً لا لِي ولا عَليّ) واسأل الله ان لا يكون عليّ تثريبٌ فيما لم أقدر عليه فقِلَّة الحيلة لا تنال من شرف الرجال. وإني هنا لا أشكو ضعف قوتي أو هواني، فإن لمثلي ربٌّ يردّه فإن أمهله في دنياه هذه ، فإنه لن يمهله في مشهد يومٍ عظيم. ويشهد الله أني قد عاجلت عُنقي بذبحٍ قبل أن يصيبها غيري بطعنة "موتور" مراراً وتكراراً، وكان الله حسبي وكفى، وانا اليوم لا املك سوى نفسي وما اكرهتها على امر ما وسِعها البقاء فيه. ولإن اخطأت مرات فاللهَ اسأل ان أكون قد أحسنت ولو لمرةٍ واحدة يقبلها مني فيضاعفها لي بعشرة امثالها.
اغادر اليوم جهاز الامن العام وانا اشهد... انه حَفّاظ للعهود وفيٌّ لها، ولا يُضيِّع أصلاب رجاله وليس فيه متجبرٌ لسُلطان، وهو مغيثٌ للملهوف وبأسُه على الظالمين شديد.
أغادر (مناصب) الخدمة العامة وأنا مؤمنٌ أنها تكليفٌ وليست تشريف وكلي يقينٌ أنه لا يرفع النفوس سوى عِزٌّ بأهله، ولألتحق بمواقع خدمة أخرى اسأل الله أن لا تقل سمواً وعطاءاً وفخراً، وأشكر كل زملائي واصدقائي وأحبتي على ما قدموه لي وعلى ما أحاطوني به من صادق حبهم وخالص دعائهم ودفء امنياتهم وطيب كلامهم واعاهد الله ان ابقى الجندي الوفي لهذا الوطن وقيادته واهله ما حييت... وستذكرون ما أقول لكم.. وأفوض أمري إلى الله.. إن الله بصير بالعباد... د. رمزي رشدي الدَّبك