في فجر يوم الحادي والعشرين من آذار عام ألف وتسعمائة وثماني وستين انطلقت إشارة البدء (مدافع... ارمي) تزمجر في غضب، وكان المشهد اقرب إلى الجحيم، حين تداعت قوات الصهاينة على خط النهر تحت قصفات مدفعيتنا الهادرة.
هذا ويصادف اليوم السبت الذكرى السنوية الثانية لرحيل لصاحب إشارة البدء (مدافع... ارمي) فجر الكرامة وأحد رجالات الرعيل الأول وفرسان سلاح المدفعية الملكي، المرحوم البطل العقيد الركن محمد عواد المومني، الذي لاقى ربه بعد حياة امضاها ضابطاً شجاعاً مخلصاً لوطنه ولامته وللقيادة الهاشمية الحكيمة.
من إحدى قرى جبل عجلون الأشم وفي الأول من تموز عام ألف وتسعمائة واربع وأربعين ولد ذاك البطل، وفي محبرة الشمال الأولى (ثانوية اربد) وعلى نفس المقعد الذي جلس علية وصفي التل أكمل مرحلة الثانوية، مولياً وجهه شطر الجندية، ليتخرج أوائل ستينيات القرن الماضي في الكلية العسكرية، ويُدشن مسيرته العسكرية ضابطاً في سلاح المدفعية الملكي.
خاض غمار الحرب في فلسطين وما تخلف عن صولة، وشارك في جميع حروب ومعارك الجيش العربي، ومضى إلى جوار ربه ليلة الجمعة مخلداً ذكراه كبطل اذاق العدو الصهيوني ويلات قصفات مدفعيته مدافعاً عن وطنة وقضيتة.