بقلم الدكتور قاسم جميل العمرو
لست خبيرا نوويا ولكنني أهتم بالشأن الداخلي كبقية أبناء الوطن بُغية الوقوف على الحقائق ومناقشتها بصفتي مواطن ودافع ضرائب ولي وجهة نظر بكثير من الاشياء التي تدور حولي في هذا الوطن المبارك. بداية المشروع النووي ربما اقتضته الحاجة في لحظة زمنية واختمرت الفكرة كحلم بعقل صاحب المشروع الاوحد وما زال معالي الدكتور خالد طوقان خصوصا ان طرح الفكرة تزامن مع ارتفاع كلفة انتاج الطاقة وتحميل الخزينة مليارات الدولات ثمن ذلك. مجرد التفكير ليس خطأ بالعكس شيء جيد ويدعو للتفاؤل لكن مسيرة المشروع المتعثرة وبناء القصور في الخيال بعيدا عن الترجمة العملية تم كشفه بعامل الزمن فلا مشروع قام ولا طاقة أُنتجت لاسباب عديدة؛ منها الكلفة العالية جدا للمشروع وتوفر الغاز باسعار رخيصة جدا اضافة الى الطاقة المتجددة التي قد تصل كلفة انتاج الكيلواط من الكهرباء الى قرشين. امام هذه المعادلات والنقد الذي يوجهه الخبراء في هذا المجال لما يطرحه معالي الدكتور طوقان يجعل الناس في حيرة من أمرهم وينظرون الى المشروع بضابية دون إدراك ان كان حقيقة أم وهم، سيرتب على الدولة كلف ومديونية نحن بغنى عنها، وحتى يكون هذا المقال عنوان لاستجلاء الحقيقة وعلى ضوء مسيرة قاربت العشر سنوات للمشروع النووي وتعثر مساره الرئيسي ببناء مفاعل نووي بقدرة الف ميجاواط نسرد بعض الانتقادات التي ادلى بها خبير الطاقة النووية مسؤول امن المفاعلات النووية في الولايات المتحدة المهندس صالح فهد مقبول الغبين حيث يورد الملاحظات التالية: يقول الخبير الغبين منتقدا ومعترضا على ما صرح به واعلنه لوسائل الاعلام معالي الدكتور خالد طوقان حول عقد اتفاقات مع شركات من أجل تصميم مفاعلات صغيرة، إن هذه التصريحات ليست مبنية على اسس علمية ولا تفرق بين أجيال المفاعلات وقبل الحديث عن بناء مفاعلات صغيرة يجب معرفة ابجديات المقاييس ومبادئ التصميم لهذه التكنولوجيا . وحول الكعكة الصفراء التي ستبقى حلم اردني طال انتظاره يقول الغبين أن كمية الاحتياطي المقدرة بـ اربعين الف طن ما هي الا تراب بالمجمل، ونسبة تركيز أكسيد اليورانيوم فيها ضئيلة جدا ولا جدوى إقتصادية لها ، كما أن عملية استخلاص أكسيد اليورانيوم تحتاج الى مصانع ومفاعل خاص لاستكمال العملية ليتم تحويلها الى كبسولات تُخزن في انابيب خاصة حتى تتحول الى وقود نووي لتشغبل المفاعلات النووية. استمرار العمل وفقا للتخيلات كما يصفها الغبين المعارض الاشرس للطريقة التي يدير بها طوقان العمل ربما له نتائج سلبية على اقتصادنا ، فنحن هنا مدعوين للطلب من الحكومة ان تجري دراسة حقيقية لتقييم المشروع، من خلال مناظرة علمية يكون القائمين على البرنامج طرفا فيها حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود لنسدل الستار على الجدل القائم منذ عقد من الزمن وشابه الكثير من اللغط.