تعتبر إيطاليا هي الدولة الأكثر تضررا من فيروس كورونا المستجد بعد الصين، حيث يخضع 60 مليون مواطن إيطالي لحجر صحي بعدما ساءت الأحوال في البلاد جراء تفشي الفيروس.
وفي أقل من شهر ارتفعت نسبة الإصابة بفيروس كورونا من 3 حالات فقط إلى نحو 10،149 شخصا، فيما سجلت 631 حالة وفاة في 20 منطقة في مختلف أنحاء البلاد.
وبمعدل الوفيات هذا، تكون نسبة الوفاة جراء كورونا في إيطاليا قد تخطت حاجز الـ 10.7 بالمائة، وذلك بعد أن تضاعفت الإصابات في 8 مارس بنسبة 50 بالمائة.
ووسط تساؤلات حول أسباب انتشار المرض في هذا البلد خاصة، حاول تقرير لمجلة "تايم" الأمريكية إيجاد إجابة لها. بحسب موقع قناة الحرة.
بدأ الفيروس رسميا في الانتشار يوم 20 فبراير، عندما خضع رجل عمره 38 عاما للفحص الطبي في مشفى بمدينة كودونو في إقليم لومباردي شمال إيطاليا، حيث تبين إصابته بكورونا أو كما يعرف بـ"كوفيد-19"، ليصبح بذلك أول إصابة رسميا في البلاد.
وفي غضون ذلك، قال مسؤولون إن الفيروس قد وصل إيطاليا قبل اكتشاف حالة هذا الرجل بمدة طويلة، بحسب الباحثة بقسم الأمراض المعدية في المعهد الإيطالي للصحة، فلافيا ريكاردو، في تصريحاتها لمجلة تايم.
وأضافت ريكاردو "ربما كان الفيروس قد انتشر لبعض الوقت، وقد حدث هذا في وقت ذروة الإصابة بالأنفلونزا، وكان يتم تشخيصهم بأعراض الأنفلونزا".
وقبل تسجيل الإصابة الأولى في إيطاليا، كان هناك عدد كبير من حالات الالتهاب الرئوي الحاد قد تم تسجيلها في مستشفى كودونو في شمال إيطاليا، بحسب ما صرح به رئيس جناح الطوارئ ستيفانو باجليا، لصحيفة "لا ريبابليكا" الإيطالية.
ويرجح باجليا أنه تم معالجة مرضى الفيروس على أنهم مصابين بأنفلونزا موسمية، وربما أصبحت المنشآت الصحية التي تستضيف هؤلاء المرضى، مواقع لنقل العدوى، ما ساعد على انتشار الفيروس بشكل واسع.
وتأثرت المناطق الشمالية الإيطالية مثل لومباردي، وفينيتو، وإيميليا-رومانيا، بالفيروس بشكل كبير، حيث تعد موطنا للنسبة الأكبر من إصابات الكورونا في جميع أنحاء البلاد بنسبة 85 بالمائة، بل موطن أكبر معدل وفاة بنسبة 92 بالمائة حتى الآن.
ولفت تقرير تايم إلى أن كورونا المستجد أو كما يعرف بـ "كوفيد-19"، قد انتشر في مناطق إيطاليا العشرين كلها بشكل مؤكد.
يعتقد مسؤولون أن سبب ارتفاع معدل الإصابات بالكورونا يعود إلى أن انتشار الفيروس لم يكن مرصودا في بادئ الأمر.
وتعيد الباحثة فلافيا ريكاردو سبب ارتفاع معدلات الإصابة في إيطاليا إلى أن "الأمر قد بدأ ولم يكن ملحوظا، ومع مرور الوقت أدركناه، كان هناك الكثير من سلاسل انتقال (الفيروس) تحدث".
ويعتقد مسؤولون آخرون أن إيطاليا لديها عددا أكبر من الحالات مقارنة بأوروبا، نظرا لإجراء الحكومة فحوصات صارمة لكشف المرض، مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى، حيث تم فحص 42 ألف شخص.
وبحسب المعهد الوطني للصحة، فإن إيطاليا لديها نسبة كبيرة من الوفيات بسبب الكورونا، نظرا لأن إيطاليا لديها المعدل الأكبر من كبار السن في قارة أوروبا.
وكانت دراسات قد أشارت إلى أن أكثر فئة عمرية معرضة للإصابة بالفيروس هم المتخطون حاجز الستين، فيما تصبح نسبة الوفاة أكبر لمن تخطى الثمانين.
كان تفشي كورونا في إيطاليا مفاجأة للجميع، وذلك في ظل التدابير الصارمة التي فرضتها إيطاليا لحماية نفسها من الفيروس.
وقبل شهر من رصد أول إصابة، كان وزير الصحة الإيطالي قد كون وحدة لمكافحة الكورونا، فيما كانت إيطاليا أول دولة تحظر السفر من وإلى الصين.
ويرى خبراء أن حظر السفر قد شجع بعض المسافرين على الدخول في رحلات متصلة دون الكشف عن بلد المغادرة، فيما يعتقد آخرون أن المرض قد انتشر قبل أن تتخذ الحكومة إجراءات الوقاية، حيث انتشر بشكل غير مرصود في أنحاء البلاد.