كما أنه يجب التعلم من اخفاق ايطاليا. فيجب التعلم من نجاح الصين.
فها هي ايطاليا العظيمة، ذات ثامن اقتصاد في العالم، تنهار تحت وطأة الوباء. لأن اهلها استهتروا ولم يطبقوا مبكرا، قواعد الوقاية والحماية التي أصدرتها الحكومة.
أمس أصدر رئيس وزراء ايطاليا جوزيبي كونتي مرسوم: "انا لن اخرج من البيت".
في العالم حتى الآن، نحو 200 ألف مصاب و 8000 قتيل منهم 3000
قتيل ايطالي.
الصين تغلبت على الوباء بمنع التجول واغلاق الأحياء والمدن والانضباط الصارم واحترام تعليمات.
العزل الذاتي والعام.
ارتفع عدد الإصابات "المكتشفة" عندنا، ليصل إلى 69. ونلاحظ ان الوعي العام الشعبي بخطورة الوباء وبسبل الوقاية منه، ضعيف جدا جدا جدا.
الإيجابي هو أن فِرَق إدارة الأزمة في بلادنا، التي يترأسها ويوجهها الملك، تعمل بانسجام وشفافية وبموثوقية.
المخيف ان قسما من مواطنينا يستهترون ولا يدركون خطورة الوباء، فلا يطبقون قواعد وتعليمات العزل الذاتي والتزام المنازل، الأمر الذي قد يُصدِّع الإجراءات والانجازات التي حققتها بلادنا.
فلنتأمل في كارثة المصابة الكورية رقم 31 التي رفضت إجراء فحص كورونا، فتجولت ودخلت مطاعم ومولات وتجمعات وحضانات ومدارس.
فبتتبع حالتها وجد الكوريون أن 80% من الإصابات في كوريا الجنوبية، لها صلة بالمصابة 31 التي رفضت تطبيق الإجراءات المطلوبة.
في المقابل، انخفض في النمسا تزايد الإصابات بالفيروس، بسبب الالتزام بالاغلاقات ووقف التنقل، من 42% إلى 32% خلال اقل من اسبوع.
الوباء في طور الإنتشار وليس في طور الإنحسار.
واحسنت الحكومة وابدعت بتطبيق منع التجول اعتبارا من صباح اليوم.
ان توقع إصابات اكثر وتوقع وفيات، هو المرجح مع استمرار الاستهتار بوباء كورونا.
وعندنا تمنع الحكومة التجول، نرجو أن لا يقع كثير من المواطنين تحت وهم ان القرار سيؤدي الى عدم حصولهم على حاجاتهم الرئيسية: حليب، بيض، لبن، خبز، بنزين، ديزل، كاز وغاز الخ.
علما ان نقيب اصحاب المخابز قد أعلن انه سيتم تأمين الخبز لمن لا يستطيع مغادرة منزله.
سنحصل على الطعام والشراب ولو بالبراشوتات.
بالمناسبة، فيروس كورونا ليس جديدا، فقد اكتشف عام 1960. الفيروس الحالي المسمى كوفيد 19.