فواز الخريشا
يحتفل الأردن العربي الهاشمي في الحادي والعشرين من شهر آذار من كل عام بذكرى معركة الكرامه الخالدة التي سطر خلالها نشامى الجيش العربي الباسل أروع البطولات والإنتصارات الباهرة على ثرى الأردن الطهور. فرغم نكسة حزيران عام1967 إلا أن القيادة الهاشمية الحكيمة الشجاعة المحترفة ومنذ اليوم الأول للنكسة قد اوجدوت لنفسها سياسة (وطنية قومية) شجاعة وأعطت جل إهتمامها لقواتها المسلحة الباسلة / الجيش العربي تسليحاً وتدريباً وعقيدة قتالية شجاعة للدفاع المستميت عن حمى الأردن العربي الهاشمي المناضل المرابط وأمنه وسيادته واستقلاله. وقد رسخ القائد الأعلى الملك حسين طيب االله ثراه بنفوس قواته المسلحة الباسله وبنفوس الشعب الأردني المناضل المقولة السامية (لقد خسرنا في حزيران معركه ولكننا لم نخسر الحرب). ثم جاءت معركة الكرامة الخالدة في الساعة الخامسة من صباح 21/3/1968 حيث اندفعت قوة آلية إسرائيلية كبيرة من ضفة نهر الأردن الغربية إلى ضفته الشرقية وأخذت تتجه نحو بلدة الكرامة على بعد نحو سبعة كيلومترات شرقي نهر الأردن مستهدفة بلدة الكرامة والقضاء على الفدائيين المتمركزين فيها وتدمير القواعد التي تم إنشاؤها بين أحيائها. لقد أعدت اسرائيل خطتها على أساس هجومها المباغت والذي سيكون بمثابة نزهة نظراً للقوات الكبيرة التي كانت قد حشدتها والتي لم تكن تقل عن خمسة عشر ألف جندي مقاتل تدعمهم الدبابات والمصفحات وناقلات الجنود الحديثة وتغطي تقدمهم مظلة من الطائرات المقاتلة النفاثة بالإضافة إلى قوة كبيرة من المظليين الخبراء المحترفين كانت قد أنزلتها الطائرات الإسرائيلية إلى الشرق من بلدة الكرامة كي (تحول) دون انسحاب الفدائيين. واستمرت المعركة حامية الوطيس من الصباح الباكر وحتى المساء (ستة عشرة ساعة) من الاقتتال الحارق حيث اضطرت القوات الإسرائيلية الغازية إلى التراجع الإجباري والانسحاب العشوائي غير المنظم تحت وابل كثيف من النيران الأردنية الحارقة المدمرة. حيث منيت بخسائر فادحة جسيمة جدا غير متوقعة وقد طلبت إسرائيل وقف اطلاق النار مراراً وهذه هي المرة الأولى في تاريخ النزاع العربي ألإسرائيلي أن تطلب إسرائيل وقف إطلاق النار. وكان القائد الأعلى الحسين طيب الله ثراه يرفض (وقف إطلاق النار) ما دام هناك جندي إسرائيلي شرق نهر الأردن. وهكذا استطاع الجيش العربي الباسل بقيادة الحسين الشجاع تحطيم أسطورة (جيش اسرائيل الذي لا يهزم). وقد صرح القائد الاسرائيلي حاييم بارليف) بما يلي: «لقد خسرت إسرائيل في معركة الكرامة من قتلى وجرحى ومعدات ثلاثة أضعاف ما خسرته في (حرب 1967». (وكانت خسائر العدو الاسرائيلي 250 قتيلاً و450 جريحاً وتدمير 47 دبابة و58 آلية مختلفة بالإضافة إلى تدمير 7 طائرات نفاثة وثلاث دبابات سنتوريون العملاقة الضخمة. كما عثر نشامى الجيش العربي الباسل على جنود إسرائيليين مكبلين بالسلاسل الحديدية داخل الدبابات والمصفحات حتى لا يفروا من أرض المعركة. أما خسائر القوات المسلحة الباسلة / الجيش العربي فكانت 87 شهيداً و 108 جرحى عسكريين و13 دبابة و 39 آلية مختلفة. وفي اليوم الثاني للمعركة جاء نشامى الجيش العربي الباسل بعرض الدبابات والمصفحات والآليات اّلإسرائيلية في شوارع عمان (الساحة الهاشمية) وهذه هي المرة الأولى أن تمكن جيش عربي من الإستيلاء على دبابات ومصفحات وآليات إسرائيلية لعرضها في عاصمة عربية.
حمى الله الوطن وقائد الوطن وقواتنا المسلحة الباسلة / الجيش العربي.
كاتب وباحث