يعترّض الإنسان في مسيرة حياته الطويلة الكثير من المشاكل والصعاب والتحديات والتي ينعكس تأثيرها السلبي على مجرى حياته، فمنها السهلة ومنها الصعبة وقصيرة الأجل أو الطويلة،والان نحن والعالم اجمع نعيش ظروف استثنائيه وصعبه جدا وغير مسبوقه بحياتنا اليوميه وهي جائحة فيروس كورونا والذي تأثيرها مازال جاثما على صدورنا ونسأل العظيم رب العرش العظيم ان ينجينا منها جميعا... والمطلوب منا كشعب ان نتقيد ونلتزم بشكل جدي لتعليمات السلطه التنفيذيه لأنها تصب في مصلحتنا وهي السبيل والطريقه الناجحه بعد الدعاء والتضرع لله لينجينا ونعبر هذه الفتره بسلامه وأمان ان شاء الله .... وهنا نلجأ جميعا إلى طاقة وقدرة تمكّننا من تحّمل كل ذلك وتساعدنا على الاستمرار في مواصله حياتنا والعيش كالمعتاد حتّى نصل إلى ما نريد، وهذه الطاقه هي( الصبر) الذي هو مهمّ في كلّ خطوة نخطوها وكل لحظه نعيشها................
الصبر هو منع النفس عن ما تحب، دون جزع قد يؤدّي إلى ضياع الأجر وفقدان الصبر، وهو مهم جداً في حياة الإنسان فضيلة حثنا الله إليها وأمر بها، وهي خلق عالي وصفة الأنبياء والمرسلين من قبلنا الذين كابدوا ما كابدوه من مشقّة وتعب وإيذاء، ومع ذلك صبروا وتحمّلوا حتّى أذن الله لهم بالفرج والتمكين، وهو خلق النبّي المصطفى صلّى الله عليه وسلّم الذي تعرض لأشدّ أنواع الأذى والبلاء من قومه وأهله لكنّه مع هذا صبر وشكر موقناً بنصر الله الذي ينصر عباده ويدير الدائرة على لظالمين كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، فالفلاح هنا اقترن بالصبر الذي هو أهمّ الوسائل التي تعيننا على هذه الحياة وتصبّرنا، ولهذا كلّه فالصبر عبادة يكافأ عليها من التزم وتحلّى بها بالسداد والتوفيق في الدنيا وفي الأجر الجزيل يوم القيامة، بل إنّ الصبر يحاجج عن صاحبه في قبره فإن كان هذا الميت من أهل التقى والصلاح وكانت صلاته وقرائته للقرآن وزكاته وصيامه وأعماله قد شفعت له، يجلس الصبر في زاوية من القبر حتى تقوم الساعة فإذا قامت الساعة ظل هذا الصبر رفيقاً وقريناً لصاحبه حتى يدخله الجنة، ومن الصبر الصبر على الطاعة، والصبر على المعصية اللتان هما أساس الإيمان بالله، فالتقوى أساس ديننا الحنيف وهو أساس حياتنا، فنصبر على كل ما فرضه الله ونبتعد عن كل ما حرّمه الله تعالى. أهميّة الصبر الصبر مهمّ لمن يصبو للنجاح والتميّز فعليه أن يصبر ويواصل في دربه فالقمة تستحق منّا كل تعب وسهر، وصبر المسلم على ما قضى الله له وقدّر، فالمصيبة والنعمة هما ابتلاء واختبار من الله لعباده ليختبر صبره وإيمانه فيجازيه على إحسانه أو يعاقبه على إساءته، والصبر مهم في البيت، وفي المدرسة وفي كل شيء هو مهم لأن الله يؤخر الأمور بما فيه خير لعباده، فهو أعلم بما يصلحهم وطالما العبد ينتظر فرج ربه فهو في عبادة عظيمة دون أن يشعر، لذا فالصبر مهم في كل شيء فالحياة جبلت على كل كدر وتعب قال تعالى: "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ" أي أنه يبقى يكابد الهموم حتى يموت. جزاء الصبر إن الله أعد للصابرين جزاءً عظيماً لا يعلمه إلأ الله سبحانه حيث كما قال: "إِنِّمَا يٌوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب"، ولقد قال العلماء فيها أن الله قصد بلا حساب أن يعطي الخير الوفير والرزق الكثير دون حساب أو عد، والبعض الآخر يرى أنّه المقصود هنا يوم القيامة وما أعده الله لمن صبر ورضي بالأجر الذي لا يخطر على قلب أحد، وأياً كان المقصود فإن الصبر عواقبه محمودة يحبه الله ويرضى عمّن تحلّى به، لذلك فالصبر مهم يجب علينا م أن نجعله خصلة من خصالنا التي تكون سبباً مهماً في الأجر العظيم في الدنيا والآخرة، حفظ الله الوطن والملك وحفظ الله شعبنا الكريم من هذه الجائحه وسدد الله على طريق الخير مسعاكم..........