دعونا نتحدث عن جانب لا يقل أهميةً في محاربة هذه الجائحة التي ألمت بالعالم أجمع وأصابنا منها عارض بإذن الله، ألا وهو موضوع الصلابة النفسية..
إن محافظتنا على صحتنا النفسية لايقل أهميةً عن المحافظة على صحتنا الجسدية وهذا ما يُحتم علينا الإهتمام بهذا الجانب الذي يغفل عنه الكثيرون والذي أكدت العديد من الدراسات الأجنبية والعربية منها أنه مهم جداً في تحصين الجسد وتحقيق قدر من التوازن والصحة النفسية والمزاجية التي تُسهم في تقوية جهاز المناعة وتزويده بالمنبهات اللازمة التي تُكسبه القوة والقدرة على مكافحته للأمراض أو الڤيروسات مهما كان نوعها وشكلها، ولذلك فإن إستماعنا ومشاهدتنا للأخبار السلبية ومقاطع الڤيديو التي تُنقل عبر وسائل التواصل الإجتماعي، من شأنها أن تُثبط المعنويات وتدمر الهِمم وبالتالي يحدث الخلل النفسي وعدم الإتزان والوقوع في ما يسمى الوهم النفسي الذي يؤدي بالتالي إلى الإضرار بجهاز المناعة وإضعاف الجسد بشكل عام ويقلل من كفائته. ومن هنا فإنه يجب علينا الإهتمام بعدم مشاهدة المحتويات المؤلمة التي تحتوي مشاهد مأساوية كالموت وأساليب الدفن وإجراءاته وكذلك مشاهد النواح والصراخ والعويل التي تحدث في بقع محدودة ومحصورة وقليلة من هذا العالم المتسع الأرجاء وكذلك عدم الإستماع للشائعات الهدَّامة وتناقلها والبحث عبر شبكة الإنترنت عن الأخبار والمشاهد القاتلة والمدمرة والهازمة للذات، وبدل ذلك العمل على التقصي والبحث فقط عن المشاهد والأخبار التي ترفع الروح المعنوية وتُحسن المِزاج ومنها الجهود الطيبة التي تقوم بها مملكتنا الحبيبة بكافة أجهزتها العسكرية منها والمدنية في التصدي لهذه الظاهرة، والوعي الراقي لدى الكثير من المواطنين ممن يُسهمون في الحد من إنتشار هذا الوباء بإيجابيتهم وبقاءهم في منازلهم ومراعاة كافة وسائل وأساليب السلامة.
نحن بخير بعون الله وهمة قيادتنا الحكيمة و وعيها وعزيمة أجهزتنا الأمنية وحكومتنا الرشيدة ومواطننا الراقي والمُلتزم.
حافظوا على صحتكم النفسية وتوازنكم الإنفعالي ولا تسمحوا للوهم النفسي بالتسلل الى أفكاركم ومشاعركم وقدموا لأبناءكم وعائلاتكم نماذج راقية في الإيجابة والصلابة والمناعة النفسية وعلموهم أن كورونا موضوع نظافة وإلتزام وسلامة وليست موتاً وقتلاً وتدمير. ودمتم بألف خير.