هذا الوطن يتواصل في الذاكرة قصيدة مسكونة بحروف ترسم القلاع التي يصعب تجاوزها ، ملونة بفجر يحكي قصة قيادة وحكومة وقوات مسلحة وشعب طوّع البحر بعناد شراعه، ابجديته مكتوبة بلغة المستقبل الطالع من سلام التضحية والعمل الجاد , حيث تبان معادن الرجال في مثل هذه الظروف الصعاب . فعندما دخل الوطن في معترك هذا الوباء ، وقف الجميع كما البنيان المرصوص , وقفت القيادة والحكومة والاجهزة الامنية ووقف الجيش مثلما كان على الدوام ,معيار أمانة الناس وثقتهم، وبقي الحقيقة التي توحّد الأبناء تحت سماء الوطن .اليوم في اسطري هذه التي اثرت ان انقلها لكم وعلى لسان ابنة وطن وام مكثت كما مكث الكثير معها في الحجر الذ, ي هيئته الدولة بقطعاتها المختلفة لابنائنا الاردنيين , ممن كانوا في الخارج , ولشريحة كبرى من ابناء الدول الشقيقة والصديقة . ظروف حدت بكل واحد منهم لمغادرة الاردن , وما ان قضيت رحلته وآثر العودة كان العالم اجمع ومن ضمنه الاردن, يشهد تفشي لفايروس كورونا , وقد ستشري كما النار في الهشيم , وباء عبر الحدود وتجاوز الجغرافية , وجعل من الكرة الارضية كاملة وكانها قرية (عولمة رغم انف الجميع ), يالها من كارثة المت بكل المساحات , وغزت كل الدول وطرقت حتى البيوت بدون استئذان . والاردن كان من الدول التي اشير لها بالبنان و الاحترام, حيث كان من اولى الدول التي اتخذ اجراءات وقائية كثيرة من ضمنها واهمها وتكريسا لشعار كثيرا ما رددناه لكننا لم نعي ما هية عظمته , الا مع هذه الازمة , (الانسان اغلى ما نملك ), شعار غدا اولوية لكل قطاعات الدولة (سياسية , اقتصادية , اعلامية , ...) . هي مواطنة اردنية كانت شاهدة من شواهد المرحلة عاشت لاسبوعين في الحجر كانت باستضافة اخوانها ممن فاقت خدماتهم واهتمامهم الخيال , جنود ورجال من القوات المسلحة كانوا بمثابة اخوة, كانوا كما العهد بهم . اطباء ممرضون وكوادر , اداريو الفنادق وعمال . اردنيون بغض النظر عن عملهم , هم اسرة واحدة . جسدوا بكل ما قدموه وبكل ما اتوا من قوة ورباطة جأش, بانهم انموذج حق للمواطنة الحقة ., ستة عشر يوما حيث كانت السيدة ماجدة العبادي وقد هاتفتها مهنئة اياها بسلامة العودة وسلامة الحجر , كانت من الالوف الذين كانوا باستضافة الفنادق , وبايدي امينة ممن كانوا بخدمتهم , ما ان سالتها كيف كانت الاوضاع حتى انسابت الكلمات منها , وبابجدية شمخت قوافيها شموخ الاردنيين الذي اعتدنا عليه , كانت تباهي العالم بانها اردنية , كنت وللحقيقة لا اعرف كيف اعقب على حكايتها, فهي لم تتيح لي المجال عن السؤال, بل تحدثت وتحدثت , حتى شعرت بان الكلمات توقفت داخلي, عدت لا ادري على ماذا اثني, واهنئها بل اهنئ نفسي , قالت لي هذه تجربة لن انساها ما حييت , فما ان صعدت الطائرة من الولايات المتحدة باتجاه الاردن الذي طالما سبقني الاشتياق اليه , وكان لدينا ترانزيت في دبي , حتى خاطبنا الكابتن قائلا ( الاردن يشهد هذه الايام حجرا انتم معنيون به ) , لا اخفيك, فكم انتابني الهلع والخوف, قصص تجئ واخرى تذهب , وتسترسل وصلنا الى مطار الملكة علياء, ابلغونا بانه سيتم حجرنا في فنادق 4 و 5 نجوم, بعد ساعات و, بعد ان تم انهاء الاجراءات في المطار , كانت الحافلات بانتظارنا توجهت بنا الى الفنادق, والله لانها شهادة حق ,كان الجميع بانتظارنا (بعيدا عن التفصيل) , بدأ الخوف يتبدد بداخلي كما الطفل الذي عاد الى احضان امه , ماذا اصف لك (تخاطبني) كنا وكاننا في بيوتنا واكثر كان الكل بانتظارنا تم توزيعنا على الغرف, التي كانت مهيأة, ومعقمة ,كانت الكوادر الطبية بانتظارنا ,فاجرت لنا جميعا فحص الحرارة , وكانت تاخذ بانتظام طيلة مدة اقامتنا في الحجر , حيث تعد هي العارض الاهم لهذا المرض كان الكل يهلي ويرحب بنا , شيئا فشيئا تبدد الخوف , اجراءات غاية في الدقة من حيث مواعيد الطعام والشراب وحتى المستلزمات الطبية , والادوية لمن كان بحاجة لها (حتى الادوية الشهرية صرفت لمن كان لديه نقص بها وعلى نفقة الدولة ) بعضنا تاخرت حقائبه وليس لديه ملابس نعم كانوا يغسلون حتى الملابس ويتم كيها وتعقيمها وارجاعها لنا , , وحتى من كان صائما كانوا يعدون له وجبتي السحور والفطور كاملة . كنا كعائلة واحدة معنويا كل منا يشعر بالاخر الا ان وبصدق لا احد منا يعرف الاخر ولا يعلم من هو جاره ( بسبب ظروف الحجر التي طبقت بجهوزية عالية . -لا انني وهنا الكلام لها - , اود ان اتقدم بالشكر الجزيل وعظيم الامتنان للمقدم طايل قطيشات وكل مرتبات القوات المسلحة والاجهزة الامنية والشرطة النسائية وحتى كل من عمل بالفندق من اداريون وعمال نظافة وحتى من يطهون لنا الطعام كانوا يخيروننا فيما نحب تناوله , اشكرهم على الذوق الرفيع والحضاري في معاملتنا كان مندوب القوات المسلحة المقدم طايل , قريبا منا رغم اننا لم نره البتة –بسبب الالتزام بقواعد الحجر , حيث كان يتواصل معنا عبر الهواتف ومن خلال( الجروب الذي تم انشاء بيننا جميعا ) حيث كنا نتداول الفيديوهات والمعلومات واية اجراءات كانوا يودون ايصالها لنا .مجمل القول هي امانة مسؤولة عنها كانت تجربة رغم صعوبتها الا انها كانت اكثر من رائعة , كانت بالفعل تجربة اردنية تحتذى , واستمر الرقي في التعامل حتى ونحن نودع بعضنا مع اننا لم يرى احد منا الاخر,حتى ارجعونا الى بيوتنا امنين مطمئينين وعيونهم تحرسنا كنا كعائلة واحدة يخاف كل منا على الاخر ويلتزم بالتعليمات التي سنظل ملتزمون بها لاسبوعين قادمين باذن الله لنتخلص من هذا الوباء .
وبعد ان اغلقت الهاتف وبعد الاطمئنان عليها لا اعلم ماذا انتابني ونحن في هذه الضائقة , شعور بالفرح بالشموخ , بالعرفان , بكم التالف بيننا كاردنيين , هي ضائقة لكنها حملت ايجابيات , اعادت ترتيب اولوياتنا ( نحن غاليين على بلدنا) اعادت تألفنا (كأهل وجيران ) اعادت هيبة وطننا بين الامم من جديد وكما هو دائما جذرت ثقتنا بقيادتنا وبمؤسساتنا وبوزراء الذين رسموا بشخصيتهم الاردنية مرحلة جديدة .
الشكر والعرفان للقائمين على هذه الازمة , ولكل من ساهم في زرع بذور المحبة والاخوة , ونزع الخوف من قلوبنا , وزرع الطمانينة , ولنكمل الدرب للقضاء على هذا الوباء بالتزامنا ببيوتنا ,لاجل الوطن ولاجلنا ولاجل من تركوا الاهل والعشيرة من اجل ان نحيا معافين مطمئنين, من كوادر حكومية وطبية وقوات مسلحة واجهزة امنية فكلهم لديهم اهل وابناء وعشيرة واحبة يتمنون عودتهم سالمين.