قد تكون الأحداث والأزمات والكوارث الطارئة مثارا لمزيد من التفكير المتعمق، الذي لا يخلو من إثارة الكثير من التساؤلات حول مسائل متعددة، وقد يتم التركيز في الغالب على الحدث أياً كان وما يتعلق به وكيفية التعامل معه من قبل الدولة ومؤسساتها ومن مختلف الجوانب وخصوصاً ما يتعلق بأمرين أساسيين أجدهما الأبرز، وهما المحافظة على حياة الانسان، وتوفير الأمن له وللوطن بشكل كامل حتى تتمكن الدولة كاملة من أداء عملها والقدرة على التعامل مع هذا الحدث خصوصاً اذا كان يشبه هذا الوباء في تسارع انتشاره وفتكه وتأثيره على الانسان.
سأتحدث هنا عن الامر الثاني وهو توفير الأمن والمنوط بالجيش، وسأخص الجيش العربي بذلك وأنا اتابع كمواطن هذا الجهد غير المسبوق والذي تبذله الدولة كاملة، ويتحمل الجيش العربي شقيه المتعلقين بالمعركة الكونية مع وباء كورونا والمتمثلة بتوفير الأمن لكل أجهزة الدولة وأركانها وأمن حدودها وسمائها وبحرها وصولاً الى الأمن الوطني الشامل.
أجزم أن ما تبذله القوات المسلحة الاردنية - الجيش العربي- في هذه الأزمة يفوق كل توقعاتنا، ولا يدركه الكثيرون ولكن القوات المسلحة وهي تدرك دقة وحساسية هذه الظروف، تخطط لكل الاحتمالات، فهي تضع نصب عينيها أن الارهاب وتجار الحروب والمخربون يعتبرون هذه الاحداث الفرصة الثمينة، ويحاولون استثمارها واستغلالها خصوصاً إذا علموا ان الجيش منشغل في واجبات اخرى، وهنا تبادرني الكثير من الاسئلة حول الجهد الذي تبذله قواتنا المسلحة، اولها القوى البشرية وأسأل، كيف يأكلون ويشربون ومتى ينامون وكيف يوازنون بين دورهم الاسري وواجبهم الوطني، وأجزم أن الكثير منهم منذ بداية الأزمة لم يصل بيته أو يتناول وجبته في حينها، والجانب الاخر كم من المعدات والاجهزة وعمليات التزويد وجهود الفرق الفنية والهندسية والادارية والتخطيطية وغيرها الكثير التي تعمل ليل نهار لتدير هذه الأزمة بشقيها الأمني والصحي، وهنا أقول لكل نشمي منهم، أنتم ورود الوطن وأنتم اسمه ومعناه وهيبته وصورته الزاهية أمام كل شعوب العالم، أنتم أمنه وفرحه والبلسم الشافي بعون الله لأهله، وهو يرقبكم بعين الرضى والحبور، وندرك تماماً أنكم الشوكة التي تدمي حلوق وقلوب المتربصين بأمنه واستقراره، حماكم المولى الذي تعملون لرضاه مستشعرين عظم معاني ودلالات قوله تعالى "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"
فبين الكورونا وحماية الحدود يبقى الابطال هم الجنود