عاش الناس عقوداً وربما قروناً، وهم يصنعون الضجيج، والذي يزداد بدوره كلما تطوّرت الحياة، إلّا أنّ فيروس «كورونا» قلب الموازين وغيّر واقع الحال، إذ مكّن انخفاض مستويات الضوضاء التي أفرزه العزل المنزلي، الباحثين في اليونان، وربما لأول مرّة من سماع الهدير الداخلي في باطن الأرض بشكل أفضل.
ومع استمرار حركة الأرض، أصبح بالإمكان تسجيل هزات صغيرة للغاية، وفق ما يقول أفثيميوس سوكوس، الأستاذ المساعد بجامعة باتراس، والذي يدير البحث مع خبير الزلازل ديميتريس يانوبولوس والباحث في مرصد أثينا الوطني كريستوس إيفانجيليديس. ويضيف سوكوس: «الوضع هادئ، انخفاض الضوضاء التي يحدثها الإنسان، صار ملحوظاً على مستوى العالم، بعد أن فرضت كثير من الدول إجراءات العزل العام في محاولة لاحتواء فيروس «كورونا»، حتى الآن، كانت الزلازل الصغيرة جداً تختفي وراء الضوضاء التي يولدها الإنسان، أصبح من الممكن الآن تتبع هذه الحركات الزلزالية بدقة أكبر».
ويكشف عن أنّ اليونان جمعت حتى الآن، بيانات من محطات في أثينا وسالونيك الشمالية، فيما يجري تدريجياً وضع مدن أخرى في الدراسة، التي من المتوقع أن تنتهي بانتهاء العزل العام، مردفاً: «نحاول استيضاح، هل من الممكن الكشف عن الحركات الزلزالية الصغيرة التي كانت مختفية في السابق وراء الضوضاء التي يولدها الإنسان؟».
ولعله بات من الممكن الآن معرفة مدى التزام المناطق بإجراءات العزل بدقة، من خلال مراقبة مستويات الضوضاء، وفق الباحثين. رويترز.