سطروا بدمائهم الذهبية معالم الشموخ ، وما بين هذا وذاك شهداء ضحوا في سبيل راية الوطن لتكون خفاقة عالية ،و معتلية صاعدة جبال المجد ، لتقول نحن أمة رافعة رأسها ، ولا نرضى بالرضوخ ، مهما طال الدهر .
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، وبهذه الكلمات الراقية الربانية التي قالها ، رب السموات والأرض ، شهدائنا الابطال منذ تأسيس إمارة شرق الأردن ، ونحن نرى ، بأنهم كانوا رافعين راية البلاد ، منتصرين على كل عدو باطل ، محققين النصر ، في كل معركة ، فكم من شهيد صعدة روحه إلى بارئها ،يزف ، كانه ليس متوفى ،وانما كعريس في ليلة عرسه ، وها هم شهدائنا الابطال ضحوا في سبيل الله .
أتحدث عن الشهيد العميد الركن غالب عبد السلام سليمان الرفوع الذي ولد في عام ١٩٥٩ ، وذلك في محافظة الطفيلة الهاشمية وبهذا الخصوص ، كان له النصيب في العمل في ملاك جهاز الأمن العام ، تقلد به مناصب ، و اوسمة ، حتى توفاه الله عز وجل ، بحادث سير مؤسف ، أودى بحياته ، أثناء واجبه الرسمي ، ليكون باذن الله شهيداً ، لدى الله عز وجل .
الشهيد البطل العميد الرفوع ، بأي قلم ارثيك ، سأقول لك ، والشاهد هو الله عز وجل ، أقول لك ، منذ وأن حصلت على منصب شهيدا ً ، لقد ابكيت الطفيلة ، برجالها، ونسائها ،وشيوخها ، حصل الشيء الذي لم يكن أن يحصل ، ذاك الشيء العميق بين أسوار المجد ، وانهمرت الدموع ، ما بين رفاقك الاشاوس في جهاز الأمن العام ، لابل انهمرت دموع الذين سمعوا بنبأ وفاتك ، الجميع كان لديهم يقين بان خبر وفاتك ، كان أشبه في ضربة شمس الظهيرة على المارة بالشوارع .
لا رياء بكل كلمة قيلت ، فانت شخص خدمة الوطن والمواطن ، وسعياً منك ، قد خدمة أبناء الوطن ، فكم من أعراض وخيمة تعرض لها الاردن ،الا وانت كنت من العين الساهرة التي لا تنام ، لقد حظيت بقدر عالي من المحبة بين أوساط المجتمع المحلي ، فهذا بلا شك بأنك قامة وطنية عسكرية هاشمية ، فهذا بلا شك بأنك كنت أصيلاً شامخاً من اصل شعاره هاشمي الانتماء و اردني الولاء ، فهذا لا شك به ، فقد كنت ومازلت في قلوبنا مدى الدهر ، فكم كنت كبيراً وانت الان شهيداً .
أوصيك بالله عليك أن تسلم على وصفي وهزاع و شهداء قلعة الكرك ،وعلى معاذ الكساسبة ، وعلى شهداء مرتبات دائرة المخابرات العامة .
جميعكم كنتم وما زلتم في قلوبنا ، رحمك الله ، وجعل الجنة مسكنك ، وانا لله وانا اليه راجعون .