عندما نلامس الحقيقة فيما نكتب، يتهمنا البعض بالتشاؤم والفتنة والإقليمية والمسير بعكس الاتجاه، وقليل من يصفقون لنا، وعندما نصمت نغدو أكثر إسهاما مع الصامتين لضرب الوطن في خاصرته، وتركه وحيدا لأوجاعه ، ذلك ليأخذ من يريد أي موقف يريد، فما عادت الأمور تفرق كثيرا ولا قليلا وان الآمر لله من قبل ومن بعد وهو ولي التوفيق .
لن نكذب أو نجمل البشع فالكذب هروب وجبن ونذالة ، وعلينا أن نعلم انه لولا الكذب والنفاق لما وصلنا إلى هذا الحال المزري، ولولا الطبطبة على المنافقين والتغاضي عن المرجفين الانتهازيين لما وصل العاجزون إلى مواقع يمسكون منها بتلابيب القرار والخيار يتوهمون أنهم وحدهم أصحاب الحكمة وسداد الرأي .
واحد وعشرون حالة كورونا في يوم واحد بعد 10 أيام نظيفة فرحنا بها، قلبت الطاولة على رأس الوطن الوادع، أرى في اكتشاف هذه الحالات ثورة على كل الإجراءات وضرورة بسط الحقائق وفتح الملفات، ولا يهمنا أسماء ومواقع الشخصيات، فالرهان أيها الأردنيون على وطنكم ومستقبلكم ( الأردن ) ولا يجوز أن نسمح لعاطفة أو تهاون في أداء واجب هنا أو هناك أو استحياء من مسؤول وإكراما لخاطره أن يعيدنا إلى نقطة البداية من جديد لا بل بقوة اكبر ونحن نعلم ونعي أن قدراتنا محدودة ونفسنا قصير لمواجهة أزمة (كورونا ) كوباء مستحدث خطير أوقف أعظم الدول على قدم ونصف وجعلها تضرب أخماس في أسداس .
ليست كورونا ما نواجهه فقط، فلو كانت على مرض ووباء لهانت المصيبة وتجاوزنا عن بعض الهنات والإخفاقات ولكنها أزمة خلقت آلاف الأزمات .
كيف للدولة التي فتحت أبواب المساعدات والهبات والفزعة من اليوم لتجمع أموالا من الشعب لكي تدعم جهود وزارة يفترض أن تكون لديها مخصصات حكومية ضمن بنود موازنة الدولة لمواجهة الكوارث والأزمات والطوارئ وهذا ما ثبت للجميع بان موازنة الدولة تخلو من هذا البند.
نتحدث عن أزمة مواطنين أصلا جيوبهم فارغة ولا دخل لهم يرد ظمأهم ولا مورد يصد الجوع عنهم، نتحدث عن عامل ومهني وتاجر وصناعي وقطاعات إنتاجية جميعها تطلب الوضع أن تتوقف ... ونتحدث عن موقف صعب جدا للحكومة وهي بين خيارات صعبة وقاسية، فآما أن تغلق البلد وحينها هي المسؤولة عن إحياء الناس أو تركهم للجوع والفقر وما يؤول الوضع إليه نتيجة لهذا من جرائم وسرقة وانحراف .
إذا الحكومة بين سندان مكافحة الوباء ومطرقة احتياجات الشعب والناس والقطاعات الاقتصادية كافة ...
بيت القصيد أن الشعب الجاهل الذي لا يلتزم إلا بالقوة والخوف هو شعب همجي مريض متخلف ... وبيت القصيد أن المواطن الذي يلتزم بقواعد الصحة والسلامة والوقاية في المطارات تحت رقابة الأجهزة ويظهر بأنه مواطن متحضر هو ذات المواطن الذي ينحرف ويتخلى عن كل تلك الممارسات ويزاحم ويخترق الحظر بطرق يتفنن ها.
أطالب
بفتح تحقيق في موضوع سائق المفرق، كيف دخل ؟ ... بحماية العقبة ومنع دخول أي سائق شاحنة إليها... بتغليظ العقوبات على كل مخالف ؟ أطالب بتحفيز الجيش الأبيض فقد أنهكته الأزمة وأرهقته، أطالب بضخ أموال في السوق بعيدا عن البنوك ... أطالب بالرقابة على البنوك ووقف استعبادها للمواطن الذي لا توجد جهة تحميه وتراعي حقوقه المنهوبة ووقف استعباد البنوك للأردنيين لان الخطر يكمن هنا ...
وقبل كل شيء على الدولة أن تراعي عندما تطالب المواطن بالمكوث في بيته أن تعلم هل يوجد في بيته خبز وماء !!!!!!