يهل علينا عيد استقلالنا المجيد الرابع والسبعون هذا العام مترافقا مع عيد الفطر المبارك ونحن أمام تحديات نوعية عميقة، تجعلنا امام معادلة "نكون أو لا نكون".
لقد ظلت التحديات الكبيرة تلازم بلادنا. وظل شعبنا على الدوام يواجهها ويتغلب عليها.
وتتميز تحديات اليوم بخطورتها وتعددها وتنوعها.
فعلى المستوى الداخلي نواجه خطر وباء الكورونا، الذي هو من أخطر ما واجهت البشرية.
وقد جاءت آثاره على اقتصادنا الوطني خطيرة وعميقة وقاسية الحقت بنا أضرارا جسيمة تحتاج إلى سنوات من المعاناة للتعافي منها.
ويواجهنا على المستوى القومي تحدي التوسع الإسرائيلي الذي يهدد الأمن الوطني الأردني. ويدمر فرص الحلول العادلة القابلة للحياة للقضية الفلسطينية. ويهدد الأمن والاستقرار والتنمية في الإقليم. ويفتح الأبواب على مصارعيها لدورات عنف ودم وارهاب.
ان مواجهة التحديات الماثلة يقتضي تعزيز الوحدة الوطنية والجبهة الداخلية. والالتفاف حول الملك والمؤسسات الوطنية. واعتماد برنامج تقشف حكومي عميق قاس. واحداث الإنفراج السياسي المتمثل في حل مجلس النواب وتأجيل الإنتخابات. وإشراك قوى الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخبيرة والشابة الكفؤة في صناعة القرار. ووضع البرامج والخطط التي تكفل صمود وكفاية الطبقات الإجتماعية محدودة الدخل. ومكافحة التهريب والتهرب الضريبي والرشوة والفساد محاربة نوعية محكمة. وتشديد الرقابة على المال العام لمنع ووقف التطاول الجسيم الذي يتم عليه.
وفي العيدين، عيد الاستقلال المجيد وعيد الفطر المبارك، نتوجه بالتحية والاعتزاز إلى حماة الديار أبناء قواتنا المسلحة ونشامى أجهزتها الأمنية العاملين والمتقاعدين وجيش المواجهة الصحية الأبيض ومختلف قطاعات شعبنا الأردني العزيز.
ونترحم على أرواح شهدائنا الأبرار الذين جادوا بأرواحهم وضحوا من أجل الوطن وحرية فلسطين والأمة.
لا ننظر الى الاستقلال الأردني باعتباره انفصالا عن الأمة بل باعتباره مدماكا صلبا من اجل وحدة الأمة العربية وعزتها.
واننا لعلى يقين ان شعبنا الأردني العزيز قادر على مواجهة التحديات وتجاوزها بقيادة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه.