*(( بمناسبة ذكرى استقلال بلادنا الاردنية ، واعلانها دولة مستقلة استقلالا تاما ، على الاساس الملكي النيابي، يسرنا ان نبادل شعبنا العزيز شعور الغبطة ، وان نعرب عن شكرنا لجهاده المثمر ، وارتباطنا بوفائه وولائه )) .*
جاءت كلمات جلالة المغفور له الملك المؤسس - طيب الله - ثراه ، مؤثرة ، آسرة، تبعث في النفس دفء الاشواق وتسمو في اطياف تسكن الوجدان، تدغدغ الاحساس، وتداعب الفكر والخيال، كلمات تتأتى وفق بديهية زمنية تنبع من احساسات صادقة تختلط فيها الشفافية بالرؤى الحالمة المكابرة ... فلا أروع ولا أحلى ولا أجمل من أن نرهف السمع لصدى الكلمات الخالدة التي تحاكي الوطن، وتتغنى به وبماضيه التليد .. الوطن الذي هو أنت وأنا وهذا وذاك ... تتغنى بشيء من كيانك بشيء من وجودك الفطري بشيء من طموحاتك وأفكارك وأحلامك وأشواقك وجذورك .
هو ذا الأردن ... القليل بإمكاناته ، الكثير بكرمه وعطائه، الغني برجاله الذين يعشقون الولاء، القادرين على البذل والعطاء ،الصادقين في وفائهم للوطن، وإنتمائهم إليه .
هو ذا الوطن يا سيدي الذي ما أن ترحل عنه حتى يشدك الشوق والحنين إليه .. هو نفس الشعور اللذيذ الرائع الذي نحس به ونستشعره عندما تطأ أقدامنا ثرى الوطن بعد غياب طويل عنه .
واليوم ونحن نحتفل بذكرى عزيزة وغالية على قلوبنا جميعا ألا وهي ذكرى الإستقلال ، ذكرى التحرر من التبعية الاجنبية ، فقد كان اليوم الخامس والعشرين من سنة 1946 يوما خالدا في تاريخ الوطن، يوم تضحية و إنجاز، يشهد له التاريخ ويسطر معالمه في سجل المجد والسؤدد والكرامة ،وهو اليوم الذي نال فيه وطننا الحبيب إستقلاله وحريته ، وهو اليوم الذي تأسست فيه دولتنا الأردنية الحديثة ، وهو اليوم الذي توج فيه الوطن كفاحه ونضاله الطويل من أجل السيادة والوحدة والتحرر. في هذا اليوم قدم الأردنيون على حد سواء شعباً وحكومة الولاء والطاعة لوريث النهضة العربية جلالة المغفور له الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين - طيب الله ثراه - .
وسار الركب بيمن الله ورعايته وسار موكب النور الهاشمي المستقى من جذور نبوية كريمة ليحمل رسالة الأجداد ومبادىء الإسلام وقيم التعايش الحضاري بكل شرف وأمانة ومسؤولية حيث تحقق لهذا الوطن كل ما يصبو إليه من أمن وأمان واستقرار وحياة كريمة ، وما كان هذا ليتحقق لولا قيادته الهاشمية الملهمة التي سطرت على صفحات التاريخ بحروف من نور ومداد من ضياء، أروع القيم والمبادىء والعدالة والمساواة ، سطرت تاريخاً مجيداً حافلاً بالإنجازات العظيمة حتى أصبح هذا الجزء من العالم موطناً وموئلاً للإحرار، موطنا للمحبة والسلام ، موطناً للعروبة والإسلام ، موطناً للحب والخير والأنام ، وملاذا آمناً للهاربين من عاديات الأيام، وقلعة صمود وعز وفخار .
فحري بنا جميعا ان نعشق الوطن ونفخر به ونتباهى بالانتماء اليه ونحرسه باعين لا تنام وقلوب لا تعرف اللين والهوادة في الذود عن كيانه وان نقطع كل السبل على كل من تسول له نفسه العبث بمقدراته وممتلكاته ووجوده
والله أسأل أن يحفظ الله الوطن في ظل قائد المسيرة وحادي الركب جلالة الملك عبد الله الثاني إبن الحسين حماه الله وأعز ملكه إنه سميع مجيب الدعاء .
. وكل عام والوطن وقائد الوطن وأبناء الوطن بكل خير .