سعادة العين الفريق الركن (المتقاعد)الدكتور المظلي غازي باشا الطيب .
لقد تشرفت في الخدمة مع هذا القائد والمعلم في يوغسلافيا السابقة عام ١٩٩٣ عندما كان قائدا لقوات الامم المتحدة في كرواتيا ،UNPROFOR حين كان قائدا لقوات الامم المتحدة من قوات أمريكية وقوات من حلف الناتو من كندا وفرنسا وهولندا والتشيك ودول اخرى بالاضافة الى ثلاث كتائب اردنية ،ولقد كان من اكثر اهتمامه القوات الاردنية والمواطنين الاردنيين .
لم يكن يعرف الراحة والطمئنينه ،الا بعد الاطمئنان على الجنود الاردنيين ،حيث اذكر عندما كانت تتنقل الكتيبة الاردنية الثانية بقيادة العقيد الركن(آنذاك )زهير الضمور من القاطع الشرقي الى القاطع الشمالي ، وعلى الرغم من تحديدات وتعليمات الامم المتحدة في عدم التحرك ليلا، الا انا الباشا اصر على وصول القوات الاردنية التي كانت قد تاخرت في اكتمال تنقلها نظرا لعدم سماح صرب كرواتيا بدخولها الى القاطع الشمالي،في تلك الليلة كان غازي باشا يتواصل مع الرئيس توجمان الذي كان يكن له ولكل الأردنيين الاحترام ،بعد الزيارة التاريخية للمغفور له باذن الله الحسين بن طلال لكرواتيا ،وبعد الحصول على التصاريح الدبلوماسية لم يتوقف الباشا عن ذلك بل كان يتابع التنقل ليلا على جهاز الإتصال اللاسلكي ، وعند دعاه المقدم ضيف الله النعيمات مازحا على الجهاز لتناول الشاي حينها اصر على تلبية الدعوة وان يزور الجنود لرفع معنوياتهم بعد يوم مرهق وشاق ،فابلغني بالحركة الى مقر اقامة في زاغرب للتحرك الى اصعب القواطع قتالا وهو القاطع الشمالي وبدون حراسة من سيارة مرافقة فتحركت على الفور الى مقر اقامة ووصلنا فجر الى موقع تجمع الكتيبة فكم ارتفعت معنويات الضباط والجنود عند رؤيتهم للباشا .
لم يكن غازي باشا فقط عسكريا بل كان سفير للجالية الاردنية حيث كان على اتصال دائم مع سمو الامير زيد بن شاكر (رحمة الله ) والذي كانت تصله العديد من الطلبات من المواطنين الاردنيين الذين يطلبون منه اخلاء أبنائهم وعائلاتهم من البوسنة والهرسك / سراييفو فكان يكلف الضباط الاردنيين من المراقبين العسكرين بتسهيل اخراجهم وتامينهم الى الاردن.
لم يكن غازي باشا فقط عسكريا بل كان سياسيا حيث اذكر انه عندما جمع القائد الصربي في كرواتيا مع القائد الكرواتي في مدينة زادار في القاطع الجنوبي حيث وصلت المفاوضات الى باب مسدود وكاد ان يحدث صراع بينهم على طاولة المفاوضات الا ان الباشا ابعدهم لتهدئة الموقف وعاد في عصر نفس اليوم ليجمعهم لتوقيع الاتفاقية في القاطع الجنوبي تلك الاتفاقية التي كانت حجر الاساس للوصول الى اتفاق اممي لاحقا.
لم يكن غازي باشا عسكريا فقط بل كان اب لكل الجنود فعندما اصيب احد الجنود الاردنين الوكيل محمد العماوي (رحمة الله) في حادث لغم اصر الباشا على نقله جوا الى زاغرب للمستشفى الامريكي وعندما اوصى الاطباء الامريكان على ضرورة عودة الوكيل الى الاردن قام بالاتصال بالامين العام لتامين طائرة اسعاف للمصاب للعودة الى عمان فتم ارسال الطائرة من فينا مع طاقمها الطبي الخاص وكذلك الامر مع المقدم متعب الدبوبي (رحمه الله) الذي حضر سمو الامير عبدالله (آنذاك) وقام باعادةالى الاردن حيث استقبله المغفور له باذن الله الحسين بن طلال .
نعم كم تشرفت ان اكون مرافق لهذا القائد والمعلم في تلك المهمة وكم كنت افتخر وازداد شرفا في انتمائي للجيش العربي عند حضور اجتماعات الامم المتحدة بحضور كوفي عنان (الامين العام)والجنرال ديلابريل وممثل الامين العام ياسوسياكاشي ، نعم لقد كنت دائما فخورا في ان اعمل مع قائد ومعلم يجمع بين السياسة والعسكرية والانسانية والادارة ، نعم لقد تعلمت منك الكثير الكثير فلك والله تؤدى التحية وترفع القبعات وينزل العقال فانت طيب من عائلة طيبة من بيت طيب من اب طيب حماك الله ورعاك وادام عليك الصحة والعافية .