أكد منتدون أن الابتكار هو "القلب النابض" للنمو الاقتصادي المنشود في المملكة، بوصفه يعزز الإنتاجية ويخلق فرص عمل جديدة، وصولاً لتحسين جودة الحياة لدى المواطنين.
ودعوا إلى ضرورة إيجاد آلية مهمة لاستحداث الافكار الجديدة والابداعات في مختلف المجالات، ودعم الشباب ومشاريعهم، وتوفير الدعم اللازم لهم، لافتين إلى أن الاهتمام بالابتكار يلعب دوراً بارزاً في التنمية الاقتصادية.
جاء حديث هؤلاء، في الحوارية التي نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، أمس الاثنين، عبر منصة زووم وصفحة المؤسسة على فيسبوك، وأدارها مدير مركز التميز والريادة والابتكار في جامعة الحسين التقنية د. يزن حجازي.
وتزامناً مع إطلاق مؤسسة عبد الحميد شومان جائزتها للابتكار في نسختها الثانية، والتي تعد أكبر جائزة للابتكار على مستوى المملكة، تأتي الحوارية لمناقشة أهمية الابتكار في دعم الاقتصاد المحلي والنهوض به، في ظل تداعيات جائحة كوفيد 19.
وقال مدير عام صندوق عربي "فِنتشرز" في البنك العربي، فيصل حقي، ان "موارد الأردن المالية محدودة، مقابل أن الاستثمار في الشركات الناشئة مرتفع، وهو مؤشر إيجابي ومهم"، مضيفاً أن "الابتكار قادر على تحرير النمو من الموارد التقليدية وإطلاق العنان لازدهار اقتصاد المعرفة".
وأكد حقي أن الابتكار يستلزم الانضباط والتخطيط الطويل الأمد والاستثمار المستمر في المورد البشري، خصوصاً أن الحاجة الملحة للابتكار متوفرة، ولكن يجب أن يكون هناك خطوات ممنهجة لنتمكن من النمو والتميز.
وبحسبه، فإن البنك العربي يلعب دورًا مهمًا في الابتكار والاستثمار في بيئة ريادة الاعمال، من خلال محاور عديدة تدعم الموظفين وتوفر لهم مساحة في إيجاد حلول مبتكرة؛ تصب في المحصلة في خدمة عملاء وموظفي البنك أنفسهم.
وتابع "بادر البنك إلى تأسيس مركز للابتكار "AB iHub" ومسرعة أعمال، انسجاماً مع حرصه الدائم على دعم الرياديين من أصحاب الأعمال والمشاريع التي تساهم في بناء القدرات وتحفيز روح المبادرة والابتكار، وتشجيع الاستثمار لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة".
وانتقد حقي الطريق التي يسير فيها الضمان الاجتماعي في تعامله مع الشركات الناشئة، مؤكدا في هذا السياق أنه "يحد من قدرة توسعها وتطورها". كما أكد أن التشاركية مطلوبة لتوفير بيئة تشريعية صحيحة في الأردن، واستحداث قوانين ومحفزات جديدة، وكذلك تطوير للموارد البشرية.
بدوره، أكد الشريك الإداري في "سيليكون بادية" إيميل قبيسي أهمية وضرورة أن نبتكر ونصنع محتويات بالتزامن مع التحولات التعليمية، خصوصاً أن الفرصة مهيأة في الأردن، ما يساهم بتوفير فرص وشراكات جديدة.
وبين أن هناك فجوة بين القطاعين الخاص والتعليمي، فعلى كل شركة أردنية خلق فرص جديدة للشباب الصاعدين والاستثمار بطاقاتهم ومواهبهم، معتبراً أن توفر وخلق فرص أمام شبابنا، يتيح لنا بناء شركات والاستثمار بها.
وأشار إلى أن لدينا في الأردن قاعدة قوية من الريادة والابتكار، لكن التحدي الماثل أمامنا يكمن في رفع مستوى الإنتاج وتوفير العديد من الفرص، وهذا ينطبق على القطاعين العام والخاص.
وفي ظل التغيرات والتحولات الطارئة، في ظل جائحة كورونا، نوه قبيسي إلى أن الاقتصاد الوطني يجب أن يكون جزءاً من هذا التغيير، وذلك من تحديد أولويات المنفعة من هذا التغيير.
أما الخبير الصناعي د. وائل مصاروة، فأكد أن البحث المستمر عن المعلومة الجديدة، يساعد على التطوير الذاتي ويوفر الفرص الكثيرة، فعلينا تحويل هذه الفرص والمعلومات إلى أفكار ورؤى ذات أثر جيد.
وباعتقاده، فإن هناك مهارات وعناصر تطبيقية يحتاجها الشباب الناشئ لتحويل أفكارهم إلى منتجات وحلول مجدية اقتصاديًا، لتحقق الأثر المتميز، مؤكداً حاجتنا لإيجاد الحلقة المفقودة وكسر الحواجز في تطوير المنظومة التي تعد غير متطورة، وإيجاد حلول مبتكرة ومهارات تحقق لنا الإبداع والتميز والتقدم.
واعتبر مصاروة أن الأردني لديه القدرة العالية على الابتكار، ولكن يحتاج إلى بيئة محفزة، موارد متاحة، واستراتيجية واضحة لحل المشكلات والبدء من جديد.
ولفت إلى أن الإبداع جزء أساسي من متطلبات الاستمرار والنجاح في جميع قطاعات الاقتصاد، معتبراً أن تحفيز ثقافة الابتكار وترسيخه في مخرجات التعليم متطلب أساسي لخلق جيل جديد قادر على التعامل من الثورة الصناعية الرابعة.
وكان حجازي قد أوضح خلال تقديمه للحوارية أن الابتكار هو ناتج فكري يحتاج إلى تصميم وتصنيع وتطبيق، حتى نتمكن من تحقيق أثره على أرض الواقع، مؤكداً ضرورة دعم الشباب الأردني المبدع وتبني أفكارهم الإبداعية لتحويلها إلى مشاريع إنتاجية.
و"شومان"، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، وهي مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، وتُعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.