بقلم : الدكتور محمد سلمان المعايعة/ أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية.
نقول بأن المفكرون والمبدعون لا يموتون بل يخلدهم التاريخ لأن فكرهم بنى لهم مدرسة متنقلة بين الناس تنشر الفضيلة لهم، فهم
أشخاص نادرون يسرقون القلوب بطيب أخلاقهم وعلو مكانتهم الإنسانية ، كبار في كل شئ ،فهم جواهر من البشر قربهم نور وبركة وقراءة سيرتهم التاريخية لها معنى ومنهج للحياة... فالذكريات الجميلة معهم كان لها قصصا صامته تركت فينا أثراً لا يزول ، فزادتنا معرفتهم رفعة وسمو وتواضع فكّبرنا درجات عالية على غصون شجرتهم عظيمة الشأن لأننا نحمل وسام شرف يحمل اسم مدارسهم الإنسانية التي تعلمنا منها الأستقامة والأتزان والنزاهة ، هكذا هُم في الميزان عندنا ..ميزان المفكرين والعلماء والحكماء الذين نقرأ في فكرهم الخبرة والعبرة والخطوه.. وأصبحنا يدلل علينا بأننا تلاميذ مدرسة المرحوم الامير سعيد الشهابي رحمة اللة...الإسم الذي تتزاحم حروف اللغة لتدوينه في سجل العلماء والقوات والحكماء والنبلاء وفي السطر الأول في قائمة كبار العلماء الشرفاء المخلصين لفكرهم انتماءا قولا وفعلا..... نعم قرأة سيرة المرحوم الشهابي تجد نفسك أمام مدرسة للأخلاق تقودك لمراجعة للنفس للتغير نحو الأفضل
هكذا هم الكبار ينبض القلب بحبهم ، فكما هي السماء تتباهى بنجومها وكواكبها، وكما هي الأرض تتباهى بوجود البحار والمحيطات على ظهرها، وكما هي الحدائق تتباهى بأزهارها ورودها.. فنحن نتباهى ونتفاخر بحملنا وسام موشح من المدرسة الفكرية الرائعة بعظمة قائدها ومفكرها الذي له حق علينا بهذة الأيام من الفضيلة أن نستذكره بالخير ومحاسنه الجمه التي تأثرنا بها سلوكاً ومنهجاً، فله منا الدعاء لّلة أن يرحمه ويحسن مثواه من باب البرّ بالعلماء الأوفياء المخلصين لأوطانهم ومن باب الوفاء له الذي وضعنا على عتبات الصعود والانطلاق نحو النجومية في درجات الفكر والمعرفة والإطلاع ومن باب الوفاء نفتح صفحة جديدة من الصفحات التاريخ المشرقه في مسيرة المرحوم الشهابي لنقرأ محطة من محطات الوفاء والانتماء والإخلاص والأستقامة في مسيرة الأمير الشهابي .
المرحوم الأمير سعيد الشهابي كان كلمة عميقة في كتاب، فنقول بأننا في كل لحظة نستذكر مواقف الرجال الأوفياء المخلصين الذين تعلمنا منهم معنى الوفاء والإخلاص للوطن.. كانت كلماته دائما كالورود تهبط على الناس فإن لم يكن لها شذى طيبا يُسعدهم فلم تجعل لها اشواكا تؤلمهم ، كان القلم الذي يكتب السعادة والفرح لنا وممحاه لطيفة تمحي الأحزان لمن ضاقت علية الأحوال فكانت الإنسانية أقوى أسلحته .نعم الغائبون يظنون أننا لا نراهم ..هُم لا يعلمون أن للقلب عينان.. الأولى حنين ، والأخرى إنتظار فالكبير إسمه يدل عليه ....
الأمير سعيد الشهابي هو الشخص الذي كُنا لما نراه كنا نقول الدنيا بخير.. ذالك الأمير الحالة الاستثنائية في التواضع والسماحة والرقي الانساني الذي جذب العقول قبل القلوب.
كان كلمة عميقه في كتاب جاذب فية عنصر التشويق لمآ يحملة من هالات المجد والتاريخ الزاهي بجليل أعماله...
كُلُ شَيءٍ عآبِر فِي هَذِه الحيآة حَتى مَن نُحِبُهُم يَرحَلُون ..تُمَزِقُنآ الأَيآم ..فَنَعُودُ فِي لَيآلِي العُمرِ البآرِدَة ..نَحتَضِنُ الذِكرَيآت وَنَبكِي وَجَعاً. نحن نكتب ونقرأ يا أبا البشير لكن كتاباتنا بدون روح وطعم بدونك ينقصها الملح والنكهة والتوابل التي تعطيها طيب المذاق والعذوبه التي كانت تتغذى بانفاسك الزكية ومداد قلمك النظيف بنظافة مسيرتك العطرة.
فإلى جنات النعيم يا أبا البشير ونحن على العهد الذي اجتمعنا علية على حبّ الوطن وقيادته الهاشمية العامرة ما دامت الشمس تشرق على الوطن الجميل الذي سميته أنت...الوطن الجميل ! ونقول الرجال الأبطال والمفكرين أمثالكم لا يموتون فالتاريخ يخلدهم ...فروحك باقية معنا توُقظنا دائما إذا غفلنا عن حب الوطن الجميل الذي تعاهدنا على حبه. فأنت رحلت عن الدنيا وما فيها لكن والله سيرتك وذكراك في قلوبنا لم ترحل....
سائلا الله أن يبقى ذكّره رحمة اللة علامة فارقة يشار اليها بالبنان بين الخلائق أجمعين يدلل عليها بأعمال الخير والعطاء التي أسعدت قلوب العباد لكل من حمل وسام مدرسة الأمير سعيد الشهابي ذات الجاذبية الإنسانية في تعليم الرجولة والشهامة والنخوة والجاه والقيم الأصيلة والقدوة.. رحمة الله عليك يا ابا البشير وعهدا علينا سنبقى كما علمتنا بأن الأوطان لاتحمى إلا برجالاتها الأوفياء والشرفاء لترب هذا الوطن الغالي تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم أعز الله ملكة.
وأخيرا نقول بأن المفكرون والمبدعون لا يموتون بل يخلدهم التاريخ...المرحوم الأمير سعيد الشهابي محطة لا تُنسى ولا تمحيها الأيام، نعم فقد رحل عنّا حيث توفاه الله سبحانه وتعالى، فهو عالم من علوم الأدب الرفيع ، وراعي لكافة الأدباء والشعراء والكتاب سمو الأمير سعيد الشهابي .والمصيبة لفقده لاتحدّ والفجيعة لموته نازلة لا تنسى وفاجعة لا تمحى والخطب بفقده جلل والخسارة فادحة، ومهما كانت الألفاظ مكلومة والجمل مهمومة والأحرف ولهى والعبارات ثكلى فلن تستطيع جودة التعبير ولا دقة التصوير، فليست الرزية على الأمة بفقد جاه أو مال أو بموتِ شاة أو بعير كلا ثم كلا، ولكن الرزية أن يُفقد عالم حين موته ، يموت بموته بشـر كثير فموت الأمير سعيد ليس موت شخص واحد، ولكنه بنيان قوم يُتهدم وحضارة أمة تتهاوى.رغم تسابق العَبَرات في منحدر الغياب الكبير.. ورغم تدافع الدموع في ضباب الكلمات الهائمة أسىً ولوعة.. نقول: الحمد لله على كل حال.
فنسألك يالله أن تغفر له وترحمة وممن يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب إنك سميع مجيب الدعاء.....