هل للإخوان المسلمين في الأردن ممثل حقيقي يمكن الركون إليه والاحتكام إلى مواقفه؟ ومن هو هذا الممثل؟ وما هو مصدر شرعيته؟ بعد أن صار الإخوان في الأردن شيعاً وأحزابا كل منهم يدعي وصلاً بليلى وليلى في هذه الحالة هي فكر حسن البنا مؤسس الجماعة الأول الذي لا تخطىء العين أن جل الإخوان المسلمين في العالم أبحروا بعيداً عنه، وصاروا شيعاً وأحزابا، فمنهم القطبيون نسبة إلى سيد قطب وطروحاته خاصة حول الحاكمية والجاهلية، التي استند فيها إلى طروحات أبو الأعلى المودودي مؤسس الجماعة الإسلامية في باكستان،التي يمكن اعتبارها الطبعة " الأوردية" من الإخوان، وهناك طروحات حسن الترابي، وكذلك طروحات الغنوشي، وبهذه الطروحات جميعاً ابتعد الإخوان كثيراً عن البنا وطروحاته فظهرت تلاوين إخوانية كثيرة، منها ما اتصف بالعنف كحركة مروان حديد في سوريا وماتلاها، وبعضها انخرط في لعبة الانقلابات العسكرية كما في السودان، ومنهم من انخرط بلعبة السياسة ومراوغاتها كما في تونس حيث تسود طروحات ومفاهيم الغنوشي، وبعضهم من صار يسخر الجماعة وامتداداتها لتحقيق أحلامه الإمبراطورية كما يفعل أردوغان في تركيا الذي صارت قيادات الإخوان تحج إليه وتروج لمشاريعه، على حساب الحقوق العربية كما في ليبيا وسوريا والعراق. وعند العراق نتذكر كيف انخرط الإخوان هناك بالمشروع الأمريكي لاحتلال العراق وصار منهم نائب لرئيس الجمهورية هو طارق الهاشمي.
هذا على المستوى العام للإخوان المسلمين، وهو ليس موضوع هذا المقال الذي أطرح فيه سؤالاً عن من هو الذي يمثل الإخوان المسلمين في الأردن، هل هي الجمعية التي رخصت حديثاً تمشياً مع أحكام القوانين الأردنية احتراماً للدولة الأردنية وقوانينها وللوطنية الأردنية، سيراً على نهج البنا الذي كان يحترم الدولة المصرية، ويُخرج جوالة الإخوان المسلمين للترحيب بالملك فاروق، مثلما كان يربى الإخوان على الوطنية المصرية، وهي حقيقة يعيها مؤسسي الجمعية المرخصة، فهم من الشيوخ الذين أفنواعقود أعمارهم في صفوف الجماعة، ومراكزها القيادية، سواء في موقع المراقب العام، أو عضوية المكتب العام أو مجلس الشورى، أو رئاسة أقسام الجماعة على المستوى المركزي.
أم أن من يمثل الجماعة أولئك الذين أصروا على رفض توفيق أوضاعها القانونية، والتشكيك بأحكام القضاء، وتعاملوا مع الأمر على أنهم أكبر من الدولة الأردنية، وفي أحسن الأحوال ندها وشريكها وضلوا يصرون على توتير الجو الوطني وإفتعال الأزمات كما يجري في أزمة نقابة المعلمين؟ أم أن من يمثل الجماعة أولئك النفر من أعضاء الجماعة، الذين أوجدوامع غيرهم إطاراً آخر صار يعرف باسم زمزم؟ أو هم أولئك النفر من الإخوان الذين انخرطوا في حزب الشراكة والإنقاذ أمثال فضيلة المراقب العام الأسبق الشيخ سالم الفلاحات؟ أم أن من يمثل الجماعة أولئك النفر الذين اعتزلوا كل هذه الفئات وصاروا يعرفون بالحكماء؟ أم هم أولئك الذين تركوا ذلك كله واعتكفوا في منازلهم اعتزالاً للفتنة، فما على هذا بايعوا وانخرطوا في صف الجماعة، الذي صار صفوفاً لا نعرف أيها صفها الحقيقي فالكل يدعي وصولاً بليلى، التي صارت ستاراً للبعض لتحقيق أهدافه ومكاسبه, ناسياً أو متناسياً أن هذه الشرذمة التي أصابت الجماعة أضعفتها وجعلت تأثيرها أقل بكثير مما يظنون.