ما حدث في لبنان سبب ألماً أوجع القلب وترك في النفس غصة وأدى الى حزن يتلوه حزن وجرح ينزفه جرح فما حدث أمراً غير مبرر كان يمكن تفاديه وهنا لا نريد أن نرقص على جراح لبنان الشقيق الذي كان قرارة السيادي اسيراً لعواصم أخرى إذ أن لبنان وللأسف الشديد ترزح منذ عدة عقود تحت وطأة الحروب والأزمات التي لم تزيل او تطفئ بريقه او من ألقه ومن كونه جنة الشرق وسحر الطبيعية وعبق التاريخ كدولة عريقة جذورها في التاريخ ، فمهما عصفت بك الاهوال يا بيروت ستبقي ابنة الشرق الحرة وبلداً تزهو بجمال بحرها وشواطئها وغابات صنوبرها الشامخة ، في طيّات بيروت يسكن السلام وفي جبال بعلبك يعيش الفرح ، وعلى شواطئ صيدا يرقص الأمل ستبقي يا لبنان سيدة الجمال وجنة الشرق وسحر الطبيعية
إن ما حدث في لبنان كان قد يحدث في أي دولة أخرى إذ ان الاخطاء تحدث وتتكرر في حال لم يتم التعامل بمهنية واحترافية مع عوامل الامأن والسلامة العامة او اذا لم يتم إعطاء الحيطة والحذر والانتباه القدر المطلوب من الاهتمام ، وهذه الحالة من الاحباط تعكس حاله عربية سائدة متكررة في معظم الاحيان يسودها شيءٌ كثير من الاهمال واللامبالاة والاستهانة بالنفس البشرية وتأتي من مجمل التراجع العربي في كافة القطاعات الانسانية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتي تركتنا في موقع متأخر من دورة التاريخ البشري والتي لا ترحم من يتجاهلها إذ أن الأمة العربية لم تستطيع أن تضيف للحضارة العالمية شيئاً يذكر في العصر الحديث
إن مراعاة عوامل الامآن على قدر كبير من الأهمية وأن إجراءات الوقاية والسلامة العامة كلما كانت ناجعة كلما منعت الكوارث التي قد تحدث او تقلل من أثارها كما إن الدروس والعبر المستفادة من هذه الحادثة يجب أن لا تنحصر في بعدها الانساني والاقتصادي والسياسي فقط ( وأن كانت على غاية من الاهمية ) بل يجب تعزيز المزيد من إجراءات السلامة والوقاية لمختلف المنشأت والمؤسسات عربيا وعالميا ، إذ أن ما حصل في بيروت يجب أن يتم دراسته بعناية وبشيء من التأني والتقييم الدقيق وأخذ العبر والدروس من فرض اجراءات سلامة عامة احتياطية في مختلف المجالات
ان متطلبات الاقتصاد الوطني الحديث تقتضي وجود عدد كبير من المنشأت والورش والمستودعات والموانىء البرية والبحرية والجوية التي قد تشكل مناطق خطرة إذا لم يتم مراعاة إجراءات عوامل السلامة العامة كما تشكل محطات الوقود والغاز والمستودعات والمواد الكيماوية والمصانع الموجوده داخل المدن والأحياء السكنية مناطق ذات خطورة مرتفعة تقتضي مراجعة كافة عوامل السلامة والاجراءات المتبعة في الاستخدام والنقل والتفريغ والتعبئة والتخزين والمناولة في كافة المنشئات النفطية ضمن أسس علمية حديثة
محلياً تعتبر الاجراءات الأردنية متقدمة في كثير من الحقول والمجالات لكنه لا بد من إعادة النظر والتوقف في مثل هذه المنشآت والاجراءات لإبقائها تواكب متطلبات العصر الحديث من حيث السلامة العامة واجراءات الأمان ....... لن نستسلم يا لبنان وستشرق شمسك فوق جبالك وسهولك ويعود الأمل من جديد حماكي الله يا بيروت وحمى الله الاردن والعروبة والانسانية من أي مكروه