في ذكرى رحيل المرحوم عبد الله أبو خديجة "أبو هيثم"، سطر الدكتور هيثم أبو خديجة "أبو عبد الله" كلمات رقيقة استذكر فيها بعضاً من مآثر والده رحمه الله؛ وفيما يلي نص الكلمات التي نشرها الدكتور هيثم:
في ذكرى رحيلك الثالث ... أيها الأب الأشم
لنعم الأب أنت ولنعم المربي كنت ... في ذكراك نقول "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبي لمحزونون."
أبي وقرة عيني وقدوتي سلام عليك في الخالدين...
سلام على روحك الطاهرة في أعلى عليين...
سلام عليك ثقة برب العالمين أن يكرم مثواك وينعم مأواك وأن يطيب ذكراك.
قد كنت لنا نعم الأب المربي القدوة... ونعم المعلم الملهم الأسوة
علمتنا يا أبي أن تقوى الله تعالى هي الغنيمة والمبتغى... وأن الاستقامة ترفع الهامة وتحفظ المرء... وأن الصدق والإخلاص أساس لمحبة الله ومحبة الناس ... وأنه لا يدرك ما عند الله من خير إلا بمحبته واتباع أمره، وأن أحب الخلق إلى الله أنفعهم لعباده..
علمتنا يا قرة العين ومهجة الفؤاد أن الأردن في أعناقنا أمانة... وأنه توأم فلسطين... وقلبها النابض وشريانها المغذي وأنه أرض الرباط... ولا تزال أعيننا ترمق القدس حبا وحنيناً، وشوقاً على وعد اللقاء وعهد الوفاء.
أشتاق إليك يا سيدي وقدوتي إلى ملامح وجهك الوضّاءة، إلى خبراتك التي صنعتها التجارب ومحصها الزمن وصاغتها الأيام والسنون كلما عتت بنا رياح الدنيا وصعابها، فتتسلل إلى النفس عباراتك وتوجيهاتك... وتشتد العزيمة بنا لحمل ذلك الإرث الإنساني الكبير والسير على نهجك وخطاك.
أُحسن الظن بربي يا أبي أن يكرمك ويغفر لك ويكرم نزلك... أحسن الظن بربي أنك في عليين مع الأنبياء والصديقين وفي الغرفات آمنين...
أحسن الظن بربي بأنك في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
تلك الكلمات أسلي بها النفس عن فقد أعز نفس في ذكرى رحيلك الثالث
لعلّي أفي تلك الأبوة حقها * وإن كان لا يوفى بكيل ولا وزن
فأعظم مجدي كان أنك لي أب * وأكبر فخري كان قولك: ذا ابني
على العهد والوعد حتى ألقاك يا أبي على حوض النبي صلى الله عليه وسلم وفي ظل شفاعته