ضجّت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك خلال الأيام الأخيرة في تونس، بحملة تدعو إلى تنظيف المقابر من أعمال السحر والشعوذة، في وقت يعتبر فيه مختصون في علمي النفس والاجتماع أن أعمال الشعوذة قديمة قدم تواجد الإنسان لكن أنشطتها تزدهر زمن الأزمات.
وكانت بداية هذه الحملات في السنة الماضية بعد أن قرر الشباب في إطار "حالة وعي” شهدها الشارع التونسي تنظيف المقابر، إلا أنهم فوجئوا بوجود كم هائل من أعمال الشعوذة والتعويذات والسحر.
وأكد أستاذ علم الاجتماع منير السعيداني في تقرير نشرته وكالة تونس أفريقيا للأنباء "وات”، أن أنشطة المشعوذين تتطور حين يفقد الناس أملهم في بلوغ احتياجاتهم في الصحة والعلاج والعمل، مشيرا إلى أن عدم انتفاع المواطنين بأنظمة صحية تحل مشاكلهم يمكن أن يدفع بهم إلى البحث عن مسوغات للعلاج ولو على أيدي السحرة.
وصرح أحد المشاركين في حملة لتنظيف مقبرة بمنوبة، بأنهم عثروا على صورة لعدد من المواطنين وخيوط وشعر فتيات وغيرها من أنواع السحر والشعوذة.
وأكدت إحدى الإذاعات المحلية أن حملات تنظيف المقابر لا تهدأ ولا تتوقف في جميع أرجاء معتمديات محافظة توزر في الجنوب التونسي، مشيرة إلى أن الأهالي باتوا يطالبون المشاركين في الحملات بالقدوم إليهم للبحث في مقابرهم عن الدجل والشعوذة والسحر، التي تم وضعها في المقابر.
وأشارت إلى انتشار حملة تنظيف المقابر بشكل كبير في توزر وأسفرت الحملات عن العثور على أعمال سحر وطلاسم غريبة غير مفهومة وملابس داخلية للسيدات ملطخة بالدماء وتكفين بعض الأشياء وهياكل الحيوانات.
وأكدت تقارير إلكترونية أن الشباب استعانوا ببعض الشيوخ لفك تلك الأعمال والتعامل معها بشكل صحيح، وقاموا بالبحث داخل المقابر المهجورة، وكشفوا الكثير من الأعمال المنفذة على فساتين زفاف وجماجم حيوانات وأوراق مكتوب عليها بالحبر الأحمر والأسود أسماء بنات وسيدات وشباب، بالمرض أو التفريق أو الموت أو عدم الزواج وخراب البيوت أو عدم الإنجاب. وكالات