بقلم : الدكتور محمد سلمان المعايعة/ أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية.
بعض الناس كمفاتيح الذهب...
يفتحون القلوب بحسن كلامهم وروعة أخلاقهم في القدوة والاقتداء سلوكاً ومنهجاً ومرجعاً في الثوابت الأخلاقية والأدبية والسلوكية ومثل هذا السلوك يُعد مطلباً تربويا لنجاح العملية التعليمية والوصول بها لشط الأمان، وهذا مطلب شرعي ومقوم أساسي في التربية والتعليم ، فبالإضافة إلى القدوة التربوية والتعليمية المميزة في الإنسان التربوي ، فلا بد من وجود الكفاءة العلمية والمهنيه عالية القدر والمستوى، والخبرة الناضجة لإدارة العملية التعليمية ، والمقدره على الأستشراف للوصول إلى أهدافها ورؤيتها ، لأنه بالعلم والمعرفة تستطيع أن تدفع في اتجاه إكتساب الصفات الراقية والخصال الطيبة بالقدوة التربوية الصالحة .. فالقدوة هي الأساس الذي يقوم عليه بناء المجتمع ونهضته ، وبقدر ما يكون الأساس متيناً يكون البناء راسخاً..فالأبناء هم أكثر تأثراً بالقدوة، إذ يعتقدون أن كل ما يفعله الكبار صحيحاً، لأن أهل القدوة عندهم لهم أثر كبير في التربية والسلوك الذي يفوق أثر الكلام الجميل المنمّق، ولأنّ الإنسان بطبعه يميل إلى تقليد الكبار والعظماء والحكماء في الاقتداء بهم، وأكثر الناس تأثراً بالقدوة هم الأبناء وخاصة الأطفال منهم، لأنّهم يعتقدون صحة كلّ ما يفعله الكبار صحيحاً ومثالا للأقتداء ، وخاصة عندما يصدر من المعلمين والمعلمات، لأنّهم يمثلوا العنصر الأساسي المؤثر في عملية التربية، فالأبناء والطلاب يميلون إلى مُحاكاة آبائهم ومربّيهم، ويتطبعون بمجمل طبائعهم، ويتأثرون بالكثير من أخلاقهم وصفاتهم أكثر من تأثرهم بما يسمعونه من توجيهات وإرشادات .فوجود القدوة الحسنة دعم لتعزيز نشر الفضيلة وقيم الخير لأن الناس بفطرتهم يحبون محاسن الأخلاق، ودرجات الكمال، وتعطيهم أملاً في الوصول للفضائل الطيبة المرغوبة لدى الجميع .. حيث تُعد تربية الأبناء بالقدوة من أقوى الوسائل في تعويدهم فعل الخير لأن الناشئ يتعلم من الأعمال أكثر من الأقوال، بل إن التلقين لا يكاد يثمر الثمرة المطلوبة في وجود الفعل المخالف، ولهذا كان بعض الآباء قديماً يرسلون أبناءهم لمن يظنون فيه الصلاح لتربيته والاقتداء بهم سلوكاً في الأخلاق والتربية ..نعم ما دفعني أن أكتب بحرارة زائدة عن القدوة الحسنة والفريدة لأهميتها في التعليم وأعادة التأهيل من خلال تأثر الطالب بسلوك معلمه، هو حاجتنا إلى القدوة من التربويين والمعلمين والمعلمات للمحافظة على الإرث النهضوي في الثقافة والمعرفة التي بناها الأوائل في هذا البلد العزيز على قلوبنا
ومن القدوات التربوية الأستاذه عبير النعيمي التي نرى في سلوكها إضاءة فكريه وتعتبر ركن من أركان العملية التعليمية في وزارة التربية والتعليم وذلك لأنها تمثل إمتداد للأرث الحضاري والثقافي والمهني، وصورة مشرقة لمآ شيده الأوائل والتي تزخر بهم وزارة التربية والتعليم- كفاءة ومقدرة إدارية وسلوكاً تربوياً ناجحاً،، وهي وأحد من أعمدة الإنارة في العملية التربوية والتي نُشير إليها بالقلم الذهبي لعلو مكانتها وكفائتها العلمية والإدارية- الأستاذة عبير النعيمي - مديرة مدرسة بنت عدي الثانوية مثالاً للأقتداء النموذج في العطاء والإخلاص في أداء الواجب ، فهي تمثل القدوة الحسنة في السلوك والقيادة التربوية والتعليمية الناجحة، بالإضافة لما تحملة من مؤهلات علمية وخبرات متميزة مكنتها من إدارة مدرستها بكل كفاءة واقتدار وبجدارة جعلتها مثال للمدارس الحكومية في قوة الأداء وتنفيذ مهامها في تطوير وتحديث العملية التعليمية بما هو متاح لديها بإتقان ومهارات ممزوجة بالروح الأردنية الأصيلة التي هدفها بالأساس أن تبقى شمس الوطن مشرقة ورأيته عالية مرفوعة بفضل إرادة وعزيمة أبنائه ... تلك هي الأيقونة الفكرية الرائعة بعظمة إنجازاتها في مواقع المسؤولية.. فهي تعمل بصمت دون إنتظار لوسام أو مكافأة نهاية خدمة ومنّه من أحد دافعها في ذلك علو منسوب الولاء والانتماء لعملها وللوطن وأبناء الوطن لتخلق جيل جديد مؤهل بأدوات المعرفة والفكر والإبداع لأن عماد نهضة الأمم والشعوب تكمن في ثروتها الغالية من أبنائها المتعلمين والمثقفين فهم سلاحة وأدوات نهضتها ورقيها... إيماناً منها بأن ما تقوم به من مسؤولية هي أمانة والأمانه يجب أن تُصان....؟ ومن منطلق هذا الاحساس عندها فأننا نرى بأن مفهوم القدوة الحسنة سيتعاظم في نفوس الأبناء وسينشئ لنا أبناء مؤهلين للاعتماد على أنفسهم وقادرين على خوض معترك الحياة بسهولة ويسر لأنهم تأثروا بأهل القدوة الحسنة التي تشكل الأستاذة النعيمي ميزانها الأخلاقي والإنساني....
ونحن من أبناء المجتمع المحلي ممن حضرنا للكثير من النشاطات اللامنهجية في المدرسة إيماناً من إدارة المدرسة بتعليم طالباتها المهارات الفنية اللازمة لتقوية وتمكين قدراتهن مستقبلاً في العمل لكي يكونن نماذج من الجيل الجديد المتعلم والمؤهل سلاحة المعرفة بجميع أدواتها ، كما شهدنا ما تقوم به المدرسة من فعاليات في كل المناسبات الوطنية لغرس روح الانتماء والولاء للوطن والتعريف بمضمون المواطنة الفاعلة للتعريف بالحقوق والواجبات المطلوبه من المواطن تنفيذها ، كذلك شرح مفهوم المواطنة الصالحة لتعزيز الوحدة الوطنية التي هي درجة من درجات السمو التي يرتقي بها المجتمع ويحفظ تماسك نسيجه الاجتماعي قوي تتكسر علية كل المراكب المعادية التي تنوي العبور لضفافه ، وتتواصل إدارة المدرسة دائماً مع المجتمع المحلي والأهالي ليكونوا شركاء في صنع القرارات التربوية وخاصة من أهل المعرفة والفكر والحكمة والبصيرة بهدف تحسين وتطوير الخدمات المقدمة لطالبات المدرسة والعمل سوياً على حل المشاكل التي تواجه الطالبات بروح إيجابية واخوية كأسرة واحدة... تلك هي المهام التي تقوم بها مدرسة بنت عدي الثانوية ممثلة بمديرتها الأستاذة البارعه عبير النعيمي ذات الرؤية الأستشرافية والمستقبلية عالية النظر في تحديد استراتيجيتها وخطط وبرامج عمل مدرستها بدقة متناهية ، فهي تقوم بأعظم وأخطر مهمة ينتظرها المجتمع منها، تتمثل في التعليم والتأهيل والتهذيب والإصلاح لتقديم أفضل الأساليب الحديثة في مجال العملية التعليمية للنهوض بالنهضة والتنمية التي تقوم على أكتاف العمالقة من أبناء الوطن وهذه رؤية ورسالة النعيمي في خلق عمالقة فكر عميق، ومعرفة مُتقنه، يُركن إليهم في تحقيق النجاح والتميز في وطننا الحبيب ، ولأن هذه المهام تتطلب مستويات عالية من الأخلاق والكفاءة المهنية عالية المستوى في التخطيط للنهوض بالفكر والمعرفة وطرق الإبداع والتطوير فقد كانت هذه المقومات من العناصر الأساسية في السيرة الذاتية لها من حيث توفر القدرات المعرفية والمهارات الإبداعية والقيادة الحصيفه للأستاذه النعيمي أعانتها ومكانتها بحرفيه عالية القدر على القيام بهذه المسؤوليات الشاقة بكل كفاءة ومقدرة، وقد نجحت وتفوقت في مستوى الأداء ورفعت من سوية العملية التعليمية فكانت النتيجة أن مدرستها يُشار إليها بالبنان لعظمة إنجازاتها ونجحاتها المتتالية نظراً لبراعة مديرتها الأستاذة النعيمي.
فأفعال الأستاذه عبير النعيمي لها مذاق ونكهة تطرب لها النفوس والقلوب ذات الجاذبية بالخُلقّ الحسن والتي فاقت جاذبية الأرض في قوتها الإنسانية وحرصها على تحقيق رسالتها التربوية بنجاح وتفوق... فطوبى لنا بسمو أخلاقها وعراقتها وتواضعها وكفائتها المعرفية ونصوج ثقافتها وفكرها الموزون الذي جعلها منارة مشعة بألوان العلم والمعرفة والقدوة الحسنة بين المدراس الحكومية قولاً وفعلاً .
وأخيراً نقول إننا اليوم في أمَسّ الحاجة إلى القدوة التربوية الحسنه التي تجذب القلوب بصلاحها واستقامتها، وتصرفها الإنساني المؤثر في النفس سلوكاً ومنهجاً أمثال الأستاذه عبير النعيمي مديرة مدرسة بنت عدي الثانوية التي عملت وأبدعت وأنجزت.... فهيكل المدرسة ونطافتها وانضباطها والروح التعاونية بين المعلمات والطالبات والمديره المليء والمفعم بالنشاط الحيوي الذي يفوح منه جمال العبير..يحكي عن مستوى نجاح وتفوق مدرسة بنت عدي الثانوية بنشاطاتها وتميزها الناتج عن تميز معلماتها وكفائتهُن المعرفية، وإدارتها المتفوقة ببراعتها وبُعد نظرها ..
فنسأل الله للأستاذه عبير النعيمي أن يجعلها منارة علم وروضة قلم يستظل الجميع بعطاؤها الفكري المستنير ومثال للقدوة والاقتداء سلوكاً ومنهجاً لتبقى قافلة العطاء مستمرة في إنجازاتها ..ويرفع اللة شأنها وقدرها ويبيض وجوها في الدنيا والآخرة على جليل أعمالها....
حمى الله الأردن وأهله وقيادته الهاشمية العامرة والأسرة التربوية والتعليمية من كل مكروه.