سعادة النائب اللواء الركن المتقاعد غازي عودة عويد السرحان..
أنا هنا لست بتقييم الرجل من الناحية العسكرية إلا أنه امتداد لإرث والده قائد اللوائين الرائد في إصلاح ذات البين ذو الشخصية الوازنة والعطاء غير المجذوذ فضلًا عن الوقار ومحافظته على أرقى درجات الهندام حتى الدقيقة الأخيرة من حياته رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.
تربطني بقبيلة السرحان رابطة الخؤولة والعلاقات الواسعة مع نخبة من الذوات الشيوخ والوجهاء والأكاديميين من أساتذة ودكاترة ومهندسين وأطباء ورجال علم ونشطاء وقضاة وضباط عاملين ومتقاعدين وأصدقاء هم لي كالإخوة.
وبالعودة للجنرال السرحاني ابن قبيلة السرحان (قلايد الخيل) وابن الجيش وابن البادية الشمالية وابن البادية الأردنية وابن المفرق وابن الوطن الذي شكل حالة فريدة وأطلق عليه محبوه (أسد الشمال) الذي صاغ بعبقرية القائد الفذ مشروع الوئام الجمعي مستندًا على مسيرة عطرة معطرة أتت أُوكلها.
لقد شاهدت كغيري من أبناء الوطن كيف كان استقبال أبناء قبيلته ولا اقول (عشيرته) عندما أحيل على التقاعد بعد حياة حافلة بميادين العزة والشرف والرجولة، حيث الاستقبال الحاشد كشف كل الأدلة التي تقدر مكانة الرجل وسيرته المليئة بقصص النجاح.
اذكر كنت في مكتب متصرف لواء الموقر الحاكم الإداري آنذاك عطوفة المتصرف غالب خلف شافي السرحان وبعد أن أنهى مكالمته وكان يتحدث مع غازي باشا قال: (هذا الرجل نعمه للسرحان سترنا عند القريب والبعيد ملبيًا ما نطلب منه للسرحاني وغير السرحاني).
تابعت بعين المحب الأحداث التي جرت على الساحة السرحانية بعد أن تجلى الإيثار في أبهى معانيه وصوره وانتفت الأنا وكيف كان لأهل الحل والعقد الدور المؤثر لتشكيل قائمة سرحانية لخوض الانتخابات البرلمانية ضمن دائرة بدو الشمال ذات الدمج الديموغرافي والعشائري المعقد التي يصل تعداد ناخبيها نحو مئة ألف ناخب وناخبة. لقد ورد اسم الرجل في معظم صناديق البادية الشمالية وهذا لم يأتي من فراغ، بل نتاج جهد دؤوب وخدمات طالت كل من نصاه طالبًا العون والمساعدة.
اليوم غازي باشا نائبًا في المجلس التاسع عشر متسلحًا بالعلم والمعرفة محملاً بمحبة قبيلته ولا اقول عشيرته ومعها الكثير من ابناء البادية الشمالية ومترفعًا عن الصغائر ليمثل الوطن لأن يقيني المطلق أن النائب للوطن كل الوطن.
اجدد التهنئة للخوال السرحان مباركًا لجميع النواب متمنيًا لهم التوفيق والسداد لخدمة