في عام 1999 _2000 كنت احمل رتبة رائد و رئيسا لمكتب مكافحة المخدرات في محافظة الزرقاء ، وكان يخدم في معيتي الملازم مهند خالد الصرايرة .
كان مهند خلوقا مؤدبا نشيطا متحمسا للعمل ، حيث كنت اوكل له بعض من المهمات الصعبة في التفاوض مع اعتى تجار المخدرات، وكان يبهرني في كل نشاطاته والتي تحتوي على اعلى درجة من درجات الخطورة على نفسه وحياته .
وفي يوم من الأيام التقيت بأبو مهند حيث كان الباشا نائبا لرئيس هيئة الاركان المشتركة ، وسألني الباشا عن مهند وكيفية اداءه لواجباته ، فنسيت انني اتكلم مع والد مهند الأب الذي يخاف على إبنه البكر .وصرت اخاطب اللواء الركن خالد الصرايرة بصفته العسكرية ، فأخبرته متسرعا عن بعض المهمات التي كنت قد كلفت مهند بها ، ثم مؤخرا تذكرت وندمت انني اخبرته عن بعض المهمات الخطرة كونه أبا لمهند ، فنظر لي نظرة السعيد والمشجع والمتابع لما كنت قد كلفت مهند به ، وقال لي بالحرف الواحد ، اريد منك يا هاشم بيك ان تعامل مهند معاملة لا تختلف عن الضباط الآخرين ، واريدك ان توكل له المهمات الصعبة التي يتردد في قبولها الشجعان .اريدك ان (تدعكه) ولا تجعله ينام او يستريح ، اريد مهند ضابطا متمرسا جسورا وشجاعا كما ربيته أنا .
فكان مهند الأبن البكر للباشا خالد ضابطا مقداما شجاعا خلوقا لا يجزع ولا يمل ولا يعرف طعم الراحة .
ثم التقيت المرحوم الباشا عليه رحمة الله ورضوانه بعد تسلمه رئاسة هيئة الأركان وسألته عدة اسئلة كان منها ، انه مُقِل بالظهور الإعلامي ، فقال لي يا ابو عمر انا سِرُ من اسرار الدولة لا يجوز ان أظهر الا للضرورة القصوى ، أنا لست إعلاميا انا جندي من جنود ابو حسين مكاني بين الجنود في الخنادق وعلى ظهور الدبابات .
قلت له يا ابو مهند ارجوا ان تتحملني ولكننا كلما سمعنا ان هناك خليفة قد يخلفكم بالمنصب نتفاجأ بأن من تخرج عليه الاشاعة او الدعاية يحال الى التقاعد ، فضحك ابو مهند وقال لي بالحرف الواحد ، يا ابوعمر هذا المنصب والكرسي لن يجلس عليه إلا من هو مؤهل له او صاحب حظ عابر ، وما دمت انا موجودا على هذا الكرسي لن اجعل من يخلفني الا من هو كفؤا له .
ثم سألته عن واجباته الأخرى غير العسكرية في الدولة ، فقال لي انا اعتبر نفسي خادما للوطن قد يسًرني الله لأكون نبض المواطن ومُنًفِس الهمً للشعب وفاتح طاقة الفرج للفقراء والمساكين ورسولا انقل رسائل من الوطن والمواطن لجلالة الملك.
انا من يصحح المعلومات ويكشف كذب المتنفعين واعمل على استبعادهم وكشف حقيقتهم ..
يا هاشم بيك ان ارى وانظر الى محافظات المملكة كما ارى الكرك ، وارى عشائر المملكة وسكانها كما أرى عشيرتي الصرايرة وبلدتي مؤتة ، أنا الأردني والجندي خالد جميل الصرايرة اقف بوجه كل من تسول له نفسه العبث بأمن الأردن وشعبة او سرقة ثرواته ومقدراته حتى لو كان رئيس الوزراء الاردني.
عقيدتي الفكرية الإسلام وأما القتالية فهي الدفاع عن الأردن وشعبه وتهيئة جنودي لتحرير فلسطين وقدسها ، وحماية العرش الهاشمي ، ولهذا فإن من يخرج عن هذه الثوابت فإنني سوف أدوسه تحت بسطاري هذا .
هذه جزء يسير من ذكرياتي مع المرحوم الباشا خالد جميل الصرايرة ابو مهند عليه رحمة الله ورضوانه .
اللهم ارحمه واغفر له واجعله من أهل الجنة وكل موتانا أجمعين يا رب العالمين.