نيروز الإخبارية : أستمدت من الموروث الأردني مشروعها الإنتاجي التقليدي ، ثائرة عربيات واحدة من النماذج الرائدة في مجال تمكين المرأة في مهنة تهديب الشماغ، والعمل بالحرف اليدوية التقليدية في المجتمعات المحلية .
"مشروع تهديب الشماغ الاردني قبل ما يكون مهنة الي كان قصة عشق ” بهذه الكلمات بدأت مشوارها الحرفي بجهود ذاتية بمهنة تهديب الشماغ، عندما كانت تبحث عن فرصة عمل توفر لها دخلاً، وتجعلها أكثر إنتاجية في محيطها المكاني القريب من مورثها الثقافي، وسط مدينة السلط بمحافظة البلقاء.
وكون العربيات ثائرة بأفكارها الريادية كما هو اسمها، استمرت بالتدريب على أيدي أصحاب الخبرة والدراية في مجال التهديب "الحجات،”، حيث تمكنت من إنتاج العديد من الشماغات من خلال الإعتماد على الأفكار المعاصرة، وتصميم نماذج فائقة الروعة، وأعادت إحياء تراث الأمهات والجدات، عبر حرفة تهديب الشماغات والأثواب الأردنية.
مجموعة من الاعمال التي قامت ثائرة بانتاجها
وبكلمات عفوية رددت العربيات ” الشماغ عز وكرامة واصالة يعني بمختر الكلام انا بشعر بكل معاني الفخر لما اعمل بالشماغ ”
شغف عربيات بالتراث الأردني، وحبها "للشماغ الأردني”، جعلها أيضا تكرس جهودها لتوثيق الهدب الأردني المتنوع، من خلال تعميق دراستها بالتاريخ الخاص في الشماغ، من خلال تواصلها مع العديد من المؤرخين، وقراءة التاريخ بدقة منذ فرض كلوب باشا لباسه على الجيش الأردني في العام 1936، ولغاية تعريب الجيش في العام 1956، واستمرار الأردني بارتداء الشماغ بلونه الأحمر الداكن، لتتباهى بعد ذلك البدويات في تجميله لأبنائهن وأزواجهن من خلال "الهدب”، والذي ارتبط إتقانه ودقة تشكيله بالجمال والهيبة واستحداث "غُرز” جديدة تساعد في تجميله، وإعادة إحياء ارتدائه بين فئة الشباب بأشكال مختلفة،
واستطاعت العربيات أن تُدخل العديد من الأنواع الخاصة التي يتم تزيين الشماغ بها، والتي تحاول أن تُعلمها للسيدات بشكل دائم، من خلال التشبيك بين السيدات والجمعيات المهتمة في السلط كما في جمعية "تواصل” التي نظمت مؤخراً دورة خاصة لتدريب السيدات على الهدب والتطريز بأشكال مختلفة على الشماغ، ليضيف عليه جمالاً، وأنوثة، يمكن أن تستخدمه السيدات في أي مناسبة وتوقيت، وهو بالفعل ما يظهر من خلال الطلب عليه من قبل السيدات والشباب، وحتى الأطفال.
كما دربت أكثر من 525 سيدة على مستوى المملكة وعملت على تشغيل 32 سيدة عبر مسيرتها وأكملت عقد 48 دورة تدريبية مجانية بواقع 24 ساعة تدريبية.
وتعتبر عربيات من السيدات الرائدات في مدينة السلط، وتقوم بالعديد من الأنشطة التطوعية وناشطة اجتماعية في مدينتها، فهي أمينة ساعدت هيئات وجمعيات، وأول من أسس لجان شبابية بمحافظة البلقاء للهيئات الثقافية والمجتمعية.
وبهدف تكريس مهنة تهديب الشماغ، أطلقت العربيات فعالية "يا مهدبات الهدب”، التي تقوم من خلالها بتدريب السيدات بشكل مجاني، على تلك المهارة التي تعلمت أبجدياتها من قبل والدة زوجها.
وكون العربيات تؤمن على الدوم بضرورة إدماج أصحاب الاحتياجات الخاصة في المشاريع الحرفية عملت على تدريب جمعية "عي” لذوي الإحتياجات الخاصة في لواء عي في محافظة الكرك عن طريق جمعية مسار الخير وجمعية المساندة الأردنية في منطقة علان بمحافظه البلقاء وتدريب مقزمات قصار القامة.
وتمكنت العربيات بتهديب مجموعة من الشماغات لجلالة الملك عبد الله الثاني، نظراً لما تتمتع به من مهارت عالية الدقة في مجال التهديب، وبالتنسيق مع مكتب التوثيق الملكي وشاركت العربيات عبر مسيرتها الحرفية بتمثيل الاردن بدولة تونس وقدمت ورقة عمل بعنوان تعزيز دور المرأة الريفية الحرفية.
المصدر : زيد الخليفات _ السلط..