صدر حديثا كتاب "السياسة الخارجية الصينية تجاه المنطقة العربية-رؤية مستقبلية) Chinese Foreign Policy Towards The Arab Region Is A Future Vision للباحثة في الجامعة الهاشمية/كلية الآداب الدكتورة عنود عبدالرحمن الحباشنة عن دار الخليج للنشر والتوزيع وبدعم من وزارة الثقافة.
ويهدف الكتاب لبيان الآفاق المستقبلية للسياسة الخارجية الصينية تجاه المنطقة العربية وما هي رؤية الصين السياسية والاقتصادية والأمنية للمنطقة العربية، بالإضافة إلى دراسة المشروع الصيني الكبير (الحزام والطريق) وموقع المنطقة العربية منه، كذلك دراسة موقف الدول التي وقعت على وثائق التعاون لمبادرة (الحزام والطريق) الجديدة وبوادر الجدل السياسي حول المشروع والذي ظهر من قبل بعض الدول الأوروبية (بريطانيا) والآسيوية (ماليزيا) باعتباره "استعمار جديد" أو كما يطلق عليه البعض "دبلوماسية فخ الديون" والاحتمالات والمخاوف العسكرية والاقتصادية وأثر ذلك مستقبلاً على المنطقة العربية سياسياً وأمنياً واقتصادياً.
وقد قسم الكتاب الذي احتوى على (270) صفحة إلى الفصول التالية: الفصل الأول السياسية الخارجية الصينية تجاه المنطقة العربية، والفصل الثاني تطور العلاقات السياسية الصينية العربية قبل عام 2013، والفصل الثالث مراحل تطور العلاقات الاقتصادية الصينية – العربية، والفصل الرابع مبادرة الحزام والطريق والعلاقات الصينية – العربية، والفصل الخامس مستقبل السياسة الخارجية الصينية تجاه المنطقة العربية حتى عام 2030 (وفق تقنية دلفي).
وقالت الدكتورة الحباشنة بأن الكتاب يهدف إلى إطلاع المسؤولين وصناع القرار في العالم العربي على حجم القوة الصينية خصوصاً في الميادين السياسية واقتصادية والعسكرية، من اجل الاستفادة من مقومات القوة الصينية عربياً، وتطوير الدول العربية لرؤية مستقبلية للتعامل مع العملاق الصيني بما يفيد الدول والشعوب العربية.
ويشير الكتاب إلى أن الصين تقدم نموذجا للعالم الثالث عموما والعالم العربي خصوصاً في كيفية بناء وتطوير علاقاتها الخارجية وفق خطط إستراتيجية تحقق للدول مزيداً من المكاسب المادية والمعنوية.
وتكوّن مجتمع الدراسة من جميع الخبراء والمتخصصين في الشؤون السياسية والاقتصادية والإستراتيجية الأمنية والاجتماعية سواء خبراء ومتخصصين كأعضاء هيئات التدريس في الجامعات الأردنية والعربية والأجنبية (الصين، أستراليا، الكويت، المغرب، سوريا، الجرائر، فلسطين، العراق)، أو الخبراء والمتخصصين في ميادين العمل غير الأكاديمية، وتم استطلاع أراء مجموعة من الأكاديميين والخبراء وقد بلغ عددهم (12) خبيراً وأكاديمياً، وتم عقد جولتين للتنبوء بمستقبل العلاقات الصينية العربية تمحورت حول ستة محاور رئيسية هي: محور اقتصادي، ومحور عسكري، ومحور الطاقة، ومحور النفوذ الصيني في المنطقة العربية، ومحور المشروع الصيني الحزام والطريق، ومحور التنبؤ بقيام حروب ونزاعات دولية واسعة النطاق، ومحور التنبؤ بالتنافس بين المشروع الصيني والروسي، ويتم التنبؤ بمستقبل العلاقات الصينية – العربية في المجالات السابقة من خلال مجموعة من المؤشرات الفرعية في المجال الاقتصادي والعسكري والطاقة والنفوذ الصيني في المنطقة العربية التنبؤ بقيام حروب ونزاعات دولية واسعة النطاق، ومحور التنبؤ بالتنافس بين المشروع الصيني والروسي.
وذكرت الباحثة أن الأهمية الأكاديمية للكتاب أنه يضيف للمكتبة العربية والأردنية خاصة نموذجاً للدراسات المستقبلية للدولة الصينية، وفق أسلوب دلفي في محاولة لسد النقص الموجود في مكتبتنا العربي، وأن يكون مرجعاً للطلاب والمهتمين بالدراسات المستقبلية وبالعلاقات الصينية العربية.