يعتبر الدكتور عبد الكريم برشيد أحد أعلام المسرح المغربي, حيث ضحى بحياته و جعلها قربان في سبيل التأسيس لمفاهيم جديدة في المسرح و وضع فلسفته الخاصة التي نظر لها في مختلف ندواته الفكرية هو أحد الوجوه المشرقة في تاريخ المسرح المغربي "نظرية المسرح الاحتفالي" القائم على الاحتفال, و على ثلاثة أعمدة كبيرة, أهمها مدنية المدينة و حيوية الحياة, الذي يعتمد أساسا على الموروث الشعبي للحضارة المغربية المحيطة بنا و من ثم الحضارة العربية, فمثلا نجد عند عبد الكريم برشيد في أغلب عناوينه أنه يمزج ما بين الهوية العربية و التراث المغربي, فمثلا نجد عنوان "ابن الرومي في مدن الصفيح" فابن الرومي أحد رجالات الأدب العربي و مدن الصفيح هي حقبة هامة في تاريخ المغرب و أصبحت حاليا ترتبط بكل ما هو مهمش, فعنوان ينبني على التناقض, فماذا لو أتى ابن الرومي و سكن في مدن الصفيح و استوطن عالمنا الممتلئ بالتراتبية و الذاتية و النزعة الفردانية.
شكل المسرح الاحتفالي على مدى أربعة عقود إحدى أبرز المحطات الكبيرة, فهدف عبد الكريم بر شيد وراء عنائه و الممارسات الإرهابية على المستوى الفكري التي مورست عليه, هذا كله فقط من أجل تأصيل المسرح المغربي الذي أعتقد من وجهة نظري أنه نجح على كافة الأصعدة, أولا لأنه ظل يدافع عن فكرته حتى انتشرت في المشرق و المغرب العربي و الشرط الأوسط, فكل العالم العربي يعرف عبد الكريم برشيد في الشارع العام و في المقاهي, فهو ذلك الرجل الذي يعيش النجومية خارج بلده, في حين الوطن الذي اختاره لم يهتم به حتى صنع فكره و ناضل من أجل استمراره, عبد الكريم برشيد المتصوف الاحتفالي.