نشرت مقال " شويعر ليس خط باصات " عام ٢٠١٨ تخليدا للبطل الشهيد المقدم صالح عبدالله شويعر ، وقد أعيد نشره ونقله آلآف المرّات ، وقبل أيام تم إعادة نشره فجذب الكثير الكثير من القراء أيضا من داخل وخارج الأردن لبطولة وتضحية الشهيد .
تفاجئت اليوم بوجود هذا الردّ من ابن الشهيد والمقيم في السعودية .
هذه بعض ذكرياتي
بقلم المهندس علي بن صالح الشويعر
الإبن الأكبر من أبناء الشهيد المقدم صالح الشويعر
الله يرحم الوالد ، و شكر الله سعي كاتب المقال وحميته لأمته وبلده والجيش العربي و أفراده الأبطال.
ذكر معارك الوالد في حرب ١٩٦٧ و إخلاصه إمتداد لتاريخ طويل إستقاه من والده الملازم الأول عبدالله الشويعر و دهائه في معركه اللطرون وغيرها في سنه ١٩٤٨ ، و دهاء عمه حمد الشويعر و دوره في توحيد المملكه العربية السعودية، البلد الأصل للشهيد .
الوالد رحمه الله كان من أصغر الضباط سنا فقد إلتحق بشكل إستثنائي بمدرسة المرشحين ولم يكن أكمل الثانوية، وتم تجنيسه بالجنسية الأردنية عندها .
صغر عمر الشهيد وكونه من قبيلة مختلفة، كان مقلقا للبعض ، ولكن كان الشريف ناصر بن جميل رحمه الله له ثقه مطلقة به و إنتصر له عندما في غفله تم نقله لكتيبة مشاة في سيلة الظهر في الضفة الغربية سنه ١٩٦٥،أو قريب من ذلك ، حيث كان الشريف ناصر خارج الاردن عندها .
و يشاء الله ان تكون سيلة الظهر ميدان المعارك في سنه ١٩٦٧ ، فما كان ترتيب بليل كان له سندا وخبره في ميدان المعركة .
إختصار إنجازات كتيبة الدبابات الثانية وقائدها في المعركة الاخيرة على كبر رمزيتها لا يكمل الصورة ولا التضحيات ، المعركة الاخيرة وشهادة الوالد في ذلك اليوم الأسود المؤلم بطيران دولة القهر بقنابل النابالم المحرمة دوليا و تحية العدو العسكرية له ولرفاقه لنا فخر وعار على دولة الاحتلال.
كتيبة الدبابات الثانية الباسلة وقائدها رحمه الله إشتبكت في معركتين قبل معركة وادي التفاح . وكان لها السيطرة إلا أن عدم وجود غطاء جوي مطلقا منعها من ملاحقة العدو في أراضي فلسطين المحتلة في سنه ١٩٤٨ . ولا نريد الخوض في تلك الأحداث اليوم ومن جرّ الأردن واعداً بغطاء جوي وتغنى بقدراته ودمر طيرانه في الساعات الأولى .
إنجازات كتيبة الدبابات الثانية منشورة في كتاب اللواء المدرع الأربعين من منشورات مديرية التوجيه المعنوي ، ويذكر فيه قائد اللواء راكان عناد الجازي رحمه الله ، كيف كانت إستجابة أفراد الكتيبة لقائدها التي تميزت بسرعة الإستجابة لما كان يبذله رحمه الله من جهد إضافي في التدريب . ويذكر قائد اللواء كيف كانت أعصاب الشهيد من حديد فيدخل العدو لمنطقة التقتيل لقلّة عتاده .
لي الفخر أن عرفت أفراد الكتيبة الأبطال حيث كان الوالد يصطحبني معه وأنا صغير ( عندما أستشهد كان عمري ١٣ سنة ) و كثيرا ما كنت أرمم له الخرائط ، و مع عدم معرفتي بالبوصلة والخرائط إلا أنني كنت أذهب معه أيام الجمعة يستطلع أماكن المناورات في شرق وجنوب شرق و شمال شرق مدينه الزرقاء، وإن كان في نفسي حسرة، فإني لم أحقق له ولنفسي الشرف العسكري.