كان العم الكبير والشيخ الجليل حسين الشهاب ( ابو فهد ) صاحب حكمة ورأي وخبرة ، عارفا في شؤون المنطقة، كان شيخ المشايخ، الكل ياتي للاسترشاد برايه السديد لاحقاق المساواة والعدل بين الناس، كان يرحمه الله متواجدا دائما في خدمة العشيرة وكافة انحاء محافظة البلقاء وسط الاردن. وكان معروفا بسعيه لاصلاح ذات البين، كان يتصدر المجالس وكان صوته الجهوري مسموعا للعدد الكبير من الجالسين في بيت الشَّعر الكبير ... كان بيته مزارا لكبار رجال الدولة الذين يزورون المنطقة ومن ابرزهم الامير الحسن بن طلال الذي كان وليا للعهد آنذاك. وحسب معرفتي بهذا الشيح الجليل كان يهتم كثيرا بالاعلاميين وأنا واحد منهم....
في اواخر الثمانينيات صادفت ابنه المرحوم شاهر حسين الشهاب ( ابو عبد الله ) قال لي ان ( ابوي ) يسأل عنك ويريد ان يسلم عليك... قلت له هذا مطلبي أنا... ذهبت في الحال الى الشيخ ابو فهد وقبلت يديه وراسه ..
اخبرني انه يتابعني عندما اقرأ الاخبار من لندن ... كان يجلس الى جانبه اخوه الشيخ الجليل عبد الفتاح الشهاب( ابو غالب )... كان الشيخان الجليلان متلازمين دائما وكانهما روحين في جسد واحد... كانا يبديان الاعجاب باذاعة لندن وبقراءتي لنشرات الاخبار.. كنت عندما اغيب عن الاخبار يسألان عني... اذكر ان يوم وصولي الى الاردن صادف فوز ابنه الشيخ نواف
( ابو فؤاد ) برئاسة بلدية معدي، ذهبت في نفس اليوم للتهنئة.. يومها اجلسني ابو فهد الى جانبه وقال لي ( هذا مكانك دائما عندما تاتي الى مجلسي )...
سمعت ان ابو فهد وابو غالب كانا يستمعان الى نشرة اخبار كنت اقرأها من اذاعة لندن، قال ابو غالب ( والله يا ابو فهد هذا كثير علينا ) كانا رحمهما الله يفتخران بسماع اسم عبَّاد من لندن... انا هنا اورد حقائق ولا اعني على الاطلاق مدح الذات.
كنت دائم الاتصال بابو فهد وابو غالب في كل مناسبة وفي كل عيد وغُرَّة رمضان... الشيخ نواف ( ابو فؤاد ) كان نقطة الوصل بيننا ... في عام 2002 هاتفني ابو فؤاد بينما كنت في امارة دبي قال لي ( اريد ان اسبقك مرة واحدة لاقدم لك التهاني بالعيد ).
وبعد رحيل الشيوخ الثلاثة عن هذا الدنيا لم انسَ ولن انسى كرمهم ومحبتهم لي... اكراما لهؤلاء الاحباب انا احافظ على تواصلي مع ابنائهم واحفادهم حتى تبقى المودة يانعة وقوية.