عمان - دعا رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز علماء الأمة وساستها ومفكريها، ورجال الدين فيها، إلى تعزيز القواسم المشتركة بين اتباع الديانات السماوية، والعمل على نشر قيم المحبة والتسامح والاعتدال بين مختلف مكوناتنا الاجتماعية والدينية، لتتمكن أمتنا من مواجهة التحديات والظروف الصعبة التي تمر بها، خصوصًا في ظل الحديث عن صفقة القرن، واستمرار ممارسات إسرائيل العنصرية وسعيها المحموم إلى تهويد القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها.
وقال الفايز خلال استقباله اليوم الأربعاء، بدار مجلس الأعيان، بطريرك القدس للاتين غبطة البطريرك بيرباتيستا بيتسابلا والوفد المرافق له، وبحضور النائب الثاني لرئيس مجلس الأعيان العين رجائي المعشر، ومساعد رئيس مجلس الأعيان العين علياء بوران، ورئيس لجنة الشؤون العربية والدولية والمغتربين العين ناصر اللوزي، إن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، لم يتخل يوما عن نصرة قضايا أمتنا العربية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأضاف الفايز أن جلالته يبذل جهودا كبيرة ومتواصلة لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف واعمارها، انطلاقا من مسؤولياته الدينية والتاريخية، والوصاية الهاشمية عليها، مؤكدًا أن تلك الوصاية شكلت على الدوام، الضمانة الاكيدة والوحيدة، لحماية مقدساتنا من العبث والتهويد.
وأشار الفايز إلى أهمية الاعمار الهاشمي للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس في الحفاظ عليها ومنع تهويدها، وصيانتها واعمارها وترميمها، والحفاظ على طابعها التاريخي والديني، مبينًا أن جلالة الملك أمر بترميم كنيسة القيامة في القدس على نفقته الخاصة بعد عامين من الانتهاء من ترميم القبر المقدس في كنيسة القيامة، وعلى نفقة جلالته أيضًا.
وأوضح رئيس مجلس الأعيان أن الاعمار الهاشمي ليس وليد اللحظة، بل هو تاريخ ممتد منذ بدايات القرن الماضي، منذ عهد المغفور له الشريف الحسين ابن علي، والمرحوم جلالة الملك عبدالله الاول الله طيب الله ثراه، وهو اعمار متواصل ومستمر، في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني.
ولفت إلى أن ذلك الاهتمام يعكس التزام جلالته الشخصي تجاه أمن ومستقبل المدينة المُقدّسة بصفته صاحب الوصاية الهاشمية على مقدساتها، فجلالته وانطلاقا من مسؤولياته الدينية والتاريخية واصل مسيرة الهاشميين في الدفاع عن مدينة السلام، فحمى المقدسات الاسلامية والمسيحية، لتبق منابر شامخة، تعبر عن عروبتنا، وديننا، وهويتنا.
وأكد الفايز أننا في الأردن وبمختلف مكوناتنا الدينية والاجتماعية ، كنا على الدوام اخوة يجمعنا حب الوطن وترابه الطهور، بقيادته الهاشمية المظفرة، التي بفضلها تميزنا بوجود فضاء واسع يقبل الاختلاف بين المذاهب والرؤى والافكار والتيارات، فمثلنا الصيغة الانموذج في التأخي بين المسلمين والمسحيين، فجميع مكوناتنا الاجتماعية والدينية، تعيش بروحية التعاون والسماحة والانتماء الوطني، والولاء للقيادة الهاشمية.
ومضى الفايز قائلًا: "إننا نفخر في الأردن بان منّ الله علينا بقيادة هاشمية حكيمة، كرست جهدها على الدوام من أجل العمل على نشر ثقافة العيش المشترك والمحبة والوئام، والعمل على تعزيز القيم الانسانية، ونبذ ثقافة الكره والعنف والتطرف والغلو، وتعظم الجوامع المشتركة بين البشر، لتجاوز الاختلافات في الاجناس والاعراق والاديان، من أجل استقرار الانسانية، واحترام الاديان والانبياء والرسل.
من جانبه أكد غبطة البطريرك أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، مثمنا الجهود التي يبذلها الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وأدواره في الحفاظ على المدينة ومقدساتها والدفاع عنها في مختلف المحافل والمناسبات.
وأشار إلى "العلاقة الاستثنائية"، التي تلمسها بين الشعب الفلسطيني عامة وأهالي القدس خاصة مع القيادة الهاشمية، حيثُ أنه كان يرى صورًا لجلالة الملك في منازل زارها في القدس، مؤكدًا أنه رأى تعايشًا مشتركًا جميلًا في الأردن.
وأشار غبطة البطريرك إلى أن الأردن بقيادة جلالة الملك وبحكمة جلالته السياسية وحنكته ووعي شعبه استطاع الحفاظ على أمنه واستقراره رغم التحديات والصراعات المحيطة به .