رعاية رئيس جامعة جدارا معالي الأستاذ الدكتور محمد طالب عبيدات نظمت كلية الأعمال قسم نظم المعلومات الإدارية ندوة بعنوان" التحول الرقمي في ظل أزمة كورونا بين الواقع والمأمول" وذلك بحضور نائب رئيس الجامعة عميد كلية الأعمال الأستاذ الدكتور محمد الطعامنة والتي نظمها وأدارها رئيس قسم نظم المعلومات الإدارية الدكتور أحمد توفيق الردايده وحاضر فيها الأستاذ الدكتور بسام المحادين أمين عام المنظمة العربية للمسؤولين عن القبول والتسجيل في الجامعات في الدول العربية، والسيد سامر الشمايله مستشار معتمد في الحكومة الإلكترونية وفي ديوان المحاسبة سابقًا وبحضور أعضاء هيئة التدريس والطلبة، وقال الطعامنة بأن التحول الرقمي في القطاع الخاص والعام أصبح الوسيلة المثلى في طريقة العمل في الشركات والمنظمات بحيث يقلل العمل الرتيب ويزيد وقت التفكير بالتطوير وهو تسريع لطريقة العمل اليومية بحيث يتم استغلال التكنولوجيا في خدمات المتعاملين بشكل أسرع وأفضل، مؤكدًا أن التحول الرقمي للمنظمات أصبح ضروريًا لمواكبة التطور الحاصل في التكنولوجيا التي غيرت من طرق التفكير والسلوك للمستفيدين والمستهلكين، لافتًا إلى أنه إذا لم تسارع المنظمات والمؤسسات لمواكبة ما هو جديد فى التحول الرقمي حتمًا ستفشل وهذا ما حدث في كثير من الشركات الشهيرة مثل شركه نوكيا وبلاك بيري وغيرها، مشيرًا أن في الدولة الأردنية استراتيجية التحول الرقمي لها أهداف واضحة ومحددة مثل رفع كفاءة الأداء الحكومي وتسخير البيانات خاصة البيانات ذات الجودة والموثوقية، وتحفيز الابتكار وتمكين المجتمع الأردني من بناء الإنسان الأردني القادر على المشاركة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية باستخدام التكنولوجيا.
من جانبه أكد عبيدات أن التحول الرقمي يعد ضرورة ملحة وليس ترفًا ودليل ذلك أن كل الجهات الرسمية والقطاع الخاص بات يستثمر في قطاع التكنولوجيا لخدمة كل متلقي الخدمة، ومن أجل زيادة الانتاجية والكفاءة سواء الرقمية وغيرها، مبينًا أنه لابد من مواكبة التطور والتكنولوجيا وتطورات العصر وخاصة البنية التحتية الرقمية وأدوات التواصل الاجتماعي ومسوغاته وبرامجه، وتطرق رئيس الجامعة إلى موضوع التجارة الإلكترونية في قمة أوجها والتنافسية العالمية في هذا المجال والتي جاءت نتيجة التحول الرقمي حتى بتنا نلحظ تحسن في الجودة وتطور في الأداء وزيادة في الإنتاجية والابتكار واستخدام أدوات العقل أكثر من الطرق التقليدية بالإضافة للكفاءة، وتحديث وعصرنة نماذج العمل، مما أدى إلى تحقيق رضا الجمهور وقللت التكلفة على الجمهور نفسه، وأصبحت الأخطاء قليلة نتيجة أتمتة الأداء وبالتالي أصبحنا نتوسع وننتشر في العمل والتعلم عن بُعد الذي بات ضرورة وطنية استطعنا من خلاله تحويل الفرص إلى تحديات، موضحًا بأننا على أبواب استيعاب تكنولوجيا الجيل الخامس من التكنولوجيا في مختلف القطاعات التعليمية والصحية وحتى النقل والصناعة وغيرها، مشيرًا إلى أن العاملين في مجالات التكنولوجيا تنبهوا إلى ضرورة حماية الشبكات من هجمات الأمن السيبراني التي تحصن وتعمل مناعة للشبكات الإلكترونية والتعليمية وغيرها من أجل الحماية الإلكترونية، مؤكدًا بأن الحكومة وبتوجيهات من جلالة الملك بدأت بالصعود والسمو في الحكومة الإلكترونية من خلال فوترة جميع معاملاتها.
الدكتور محادين تناول في حديثه شقيقين مهمين اولهما التعليم الرقمي عن بُعد، والهندسة الاجتماعية، وقدم نبذة مختصرة عن عمل المنظمة العربية للمسؤولين عن القبول والتسجيل وأنشطتها، وعرّف الاستخدام الرقمي بأنه استخدام البيانات والمحتويات والتطبيقات الرقمية من قبل الأفراد والحكومات والشركات لضمان استمرارية النشاط الاقتصادي والاجتماعي في ظل التباعد الاجتماعي والاغلاق الكامل في معظم دول العالم، وتطرق إلى واقع التعليم الرقمي والذي جاء نتيجة ازدياد الطلب على خدمات وبيانات الإنترنت أثناء أزمة كورونا مما أدى إلى ازدحام الشبكة وانخفاض متوسط السرعة وتدهور جودة التعليم، وذلك بسبب الاستعمال المكثف للشبكة خلال النهار وزيادة الطلب على الفيديو والخدمات الترفيهية الأخرى ذات النطاق الترددي العالي، وزياده الطلب على تطبيقات المؤتمرات العربية والخدمات الحسابية والتعليم عن بُعد، وعدم توفر السعة الكافية للمستهلك من خلال شبكة النفاذ الدولية وهي النقطة التي يدخل فيها الانترنت إلى البلاد، وعرض محادين الحلول لمعالجة مثل هذه المشاكل منها الشمول الرقمي والوصول إلى انترنت النطاق العريض وبأسعار معقولة وجودة عالية لرفع سوية التعليم الرقمي والكف عن النظر إلى التنمية الرقمية بوصفها مجرد قطاع التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات، واعتبار مشروع التنمية الرقمية مشروع اقتصاد كامل مبنيًا على نظرة شاملة تهتم بالبنى التحتية والمنشآت والمهارات الرقمية، والتطبيقات في المجالات الحيوية، مع السعي لأن يكون الاقتصاد الرقمي قائمًا على احترام البيانات الذاتية وعادلًا وشاملًا لنتاج امكانيات التحول الرقمي للجميع، وقدم محادين شرحًا عن طرق اختراق ما يسمى بالهندسة الاجتماعية التي تمثلت في واقع التعليم من خلال استخدام طرق اختراق التعليم وغيرها.
من جانبه شرح الشمايله أهم المفاهيم الإدارية وتأثير التحول الرقمي على الشركات ومؤسسات الأعمال، وأثر جائحة كورونا على التحول الرقمي، وتناول الجانب الإيجابي لجائحة كورونا التي أدت إلى خلق تنافسية بين الشركات والمؤسسات في البحث عن بدائل الاستخدامات التقليدية لنشاطاتها وبرامجها لتواكب التغيير الحاصل والمحافظة على استمرارية الحياة والأعمال، ولخص استراتيجيات الشركات التي لا تركز على التحول الرقمي وأثره على تلك الشركات وارباحها واستمراريتها، ولفت إلى أهمية التحول الرقمي وأثر غياب التحول الرقمي على ديمومة المؤسسات، وقدم نماذج عن بعض الأزمات التي تعرضت لها بعض القطاعات مثل انخفاض الطلب على بعض منتجاتها ومهاراتها بسبب وجود منافسين في ذات المجال قاموا بتحسين من جودة خدماتهم مما أدى إلى تأخرهم في تحقيق التحول الرقمي السريع بسبب استخداماتهم التقليدية، مبيناً ما يهدد التجارة التقليدية في الأردن والتي أضحت بحاجة إلى تطوير نموذج العمل، لافتًا إلى أن أغلب عمليات التطوير تستخدم التحول الرقمي وقدم نماذج عن معاناة بعض القطاعات التي لم تتحول إلى التحول الرقمي مما أدى إلى ضعف في ايراداتها، وانعكس بشكل ايجابي على نمو أرباح الشركات التكنولوجية التي وجدت فرصتها خلال هذه الفترة لتحسين أدائها وتطوير اعمالها وزيادة تنفاسيتها لان التغيرات الجذرية التي حصلت للعالم في ظل هذه الجائحة طالت صميم عمل تلك الشركات، وتناول مفهوم الشركات والمؤسسات واستشراق لمستقبل التغيير بما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة والتي أطلق بعضهم عليها بالثورة الخامسة وهي ظهور التكنولوجيا الريادية لبعض الشركات التي تنبهت لموضوع التحول الرقمي وخاصة في ظل الظروف الحالية التي يعيشها العالم لذلك لابد من أن تبقى تلك القطاعات في منطقة الراحة وتحاول إيجاد البديل وعدم الإبقاء على المهارات القديمة، وتحديث مهارات رقميه جديدة لتطوير النفس، وتحدث عن خطر إضطراب التحول الرقمي، وتناول مفهوم التحول الرقمي وأثره على طبيعة أعمال المؤسسة وأثره على الابتكار والإبداع، ودعا طلبة الجامعة إلى ضرورة أخذ لمحة مستقبليه عن العالم الرقمي الذي سيخضوضون غماره بعد خروجهم إلى سوق العمل مطالبًا إياهم بتطوير انفسهم ومؤسساتهم ومواكبة التطورات التكنولوجية والتغيرات الحديثة.
بعد ذلك دار حوار موسع بين الحضور والمحاضرين اثرت موضوع الندوة.