-عاينت لوحات معرض "آفاق النفس" للاكاديمي والفنان التشكيلي الدكتور منذر العتوم، آفاق النفس البشرية من خلال خطوط الالوان وما تحمل من تعبيرات ودلالات.
واشتمل المعرض الذي أُفتتح اليوم الاثنين في جاليري "رؤى32 للفنون" ضمن الاشتراطات الصحية، على 31 لوحة متنوعة الاحجام وشكلت ست مجموعات محورية إتكأت على المدرستين التجريدية والتعبيرية، ووظفت فيها خامات الاكريليك على القماش وحملت عناوين مفعمة بالأحاسيس والسلوكيات الانسانية والتي عبرت عنها كل واحدة من اللوحات بتقنيات فنية عالية. وقال التشكيلي العتوم استاذ التربية الفنية واساليب الرسم في كلية الفنون الجميلة بجامعة اليرموك ؛ إن فكرة المعرض الذي يستمر 10 ايام، تتمحور حول انه كثير من المشاعر والسلوكيات الانسانية تتقاطع وتتطابق سلوكيا بين العديد من الاشخاص رغم انها قد لا تعيش في مجتمع واحد او تنهل من بيئة ثقافية ووراثية واحدة،ويهدف المعرض الى إطلاق العنان لتصور ورؤى نفسية تحاكي سيكولوجية الانسان والنفس البشرية وسلوكياتها. وبخصوص الخطوط اللونية في اللوحات، لفت إلى أن اللوحات حملت 6 الوان هي الأسود والأبيض والأحمر والأصفر والأخضر والأزرق، وكل لون منها عبر عن خط شعوري من النفس البشرية وحمله اسم اللوحة المعنية، وكل مسمى لوحة ينتمي لمجموعة تنهل من مشاعر وسلوكيات النفس البشرية من مجموعات المعرض والتي تشكل شخصية إنسانية اساسية وبالتالي تعكس الافاق الموجودة في تلك الشخصية.
وأوضح العتوم أن التحدي في لوحات المعرض يتمثل بربط 3 مكونات اساسية وهي الافق الشخصي والافاق الموجودة في الطبيعة وكيفية التعبير من خلال الألوان بحيث كل نفس تتخذ لونا تستله من الطبيعة.
ولفت الى ان اللوحات التي يكون فيها لون معين حاضر بقوة اكثر من غيره انما تعبر عن انتماء هذه اللوحة لمشاعر وسلوكيات تلك الشخصية التي عكسها هذا اللون اكثر من غيره.
وبين ان استخدامه لخامات الاكريليك على القماش منحه الحرية لفكرة المعرض، بخلاف الخامات الاخرى وخصوصا الالوان المائية التي تتطلب احجام لوحات اصغر ومساحة تقنية محدودة. من جهتها قالت مدير الجاليري التشكيلية سعاد العيساوي لـ(بترا) إنها خلال مسيرة عمل الجاليري التي تمتد لـ30 عاما جرى التركيز على استضافة أهم التجارب التشكيلية في العالم والمنطقة العربية، والسعي لخلق تفاعل بين الجمهور واعمال الفنان وذاته من خلال عقد الندوات، مشيرة الى عدد من ابرز التشكيليين العرب والاجانب الذين استضاف اعمالهم الجاليري ومنهم نذر نبعة وفاتح المدرس ونور الراوي وغيرهم.
وحول تأثير تداعيات جائحة كورونا على الحركة التشكيلية في الاردن، قالت رغم ان الجاليري اقام معرضا للفنانات التشكيليات الاردنيات في شهر تموز الماضي ومعرض الامل لعدد من التشكيليين والتشكيليات الاردنيات في شهر آب الماضي علاوة على معرض لفنان اسباني في تشرين الثاني الماضي وذلك ضمن الاشتراطات الصحية التي اقرتها الحكومة، إلا ان الحركة التشكيلية شهدت تراجعا في ظل الجائحة يضاف الى التراجع الذي تشهده في السنوات الاخيرة، مرجعة ذلك لعدد من الاسباب منها ضعف الاهتمام بهذا الفن على الصعيد الرسمي والقطاع الخاص والمجتمعي ايضا.
ولفتت إلى أن الجاليري في ظل هذه الظروف، وضع خطته للعام الحالي بالتركيز على التشكيليين الاردنيين وخصوصا ابناء المحافظات، معتبرة ان هذا المعرض هو باكورة هذه الخطة.