تحت اشراف الدكتور محمد حماد ابو مصعب من شركة سبيل الهدى العالمية لسقي الماء تم افتتاح بئر ماء صدقة جارية عن روح الشهيد الرائد سيف محمد رفيفان الرقاد الذي وافته المنية في الخامس عشر من شهر كانون الثاني من عام 2019 اثر تعرضه لحادث سير مؤسف أودى بحياته أثناء الواجب الرسمي في محافظة معان .
و كانت قد شيعت آنذاك مديرية الأمن العام و حشود كبيرة من جميع محافظات المملكة آنذاك جثمانه الطاهر و حمل على أكتاف زملائه رفاق السلاح .
ونيروز بدورها آنذاك انفردت في نشر مقالًا أعربت من خلاله عن مدى حزنها بوفاة الشهيد البطل الرائد سيف محمد رفيفان الرقاد وتاليًا نص المقال كاملًا :
نعم ايها السيف الذي استل من غمده ليواجه الموت بشجاعة.
سيف ايها العود الاخضر في سنديانة الوطن , سيف ايها الشاب البهي الندي كنت لذويك الشمعة المنيرة الا انها وبسرعة البرق انطفات من دون سابق انذار . اختطفتك يد الغدر عند طريق الموت (الطريق الصحراوي ).
نيروز الاخبارية :- في فجر ذاك اليوم الخامس عشر من كانون الثاني لعام 2019 نهضت فجرا كما هي عادتك منذ ان نذرت نفسك للوطن وكما هم اسلافك واخوتك في السلاح –ادارة المخدرات - ارتديت بزتك العسكرية ودعت الاهل وودعت طفلتيك (روز ونوف ) اللتان لم يبلغا حينها السنتين ودعت الزوجة التي غدت منذ ذلك اليوم الارملة الفتية التي لم تعي ما حدث و لم تفرح بعد بزوجها وبزواجها الذي لم يستمر. الا لسنوات ثلاث , فرحتها لم تكتمل كباقي اقرانها. كما لم تفرح ابنتيها التوأمان بالمناداة على والديهن (بابا) حتى انهن لم يعيا ولن يعيا بعد ذاك اليوم ما هي الابوة وكيف تعيان معناها وهن لم يستشعرانه البت . ودعتك امك الثكلى وقد فقدت برحيلك قطعة من جسدها من قلبها (انها الام) .ودعك الاب والوالد الذي احب ان يراك رفيقا له في المؤسسة العسكرية التي خدم بها لثلاثة و ثلاثين عاما ونيف واراد لك ما كان له من شرف الخدمة العسكرية فهو من زرع لديك حب العسكرية منذ كنت في المهد صبيا , ودعت وودعت وودعت ولكن .
سيف العريس ذهب الى غير رجعة . سيف الشاب اليافع سرقه طريق الموت , طريق الهلاك , كان متوجها الى عمله مع صبيحة ذاك اليوم الى رم ليفاجأه القدر وليسرق احلامه واحلام طفلتيه وزوجة فتية , سرقه الموت بسرعة , فكان يوما عصيبا لكل عن عرف سيف , ولكل من عاشر سيف , ولكل من سمع بسيف ,بموتك يا سيف اهتزت اركان الوطن , كيف لا فانت من ودعت الدنيا وكنت مرتديا بزتك العسكرية التي طالما تشرفت بها وكنت فخورا بها , سرقتك يد الغدر ممن عاثوا فسادا بالوطن ومقدراته بطريق غدا كرمال متحركة تقبض روح كل من يقبل عليها .
كنت النقيب الذي ينتظر يوم الترفيع الذي لطالما انتظرته لكن الموت كان اقرب اليك منه , كنت الشهيد الذي كتب عندالله كذلك الا ان وطنك ابى ان يعطيك هذه المكرمة لكن والله اعلم انك كذلك فروحك روح شاب ابت الاان ترجع بروح شبابها مسرعة راضية مرضية الى بارئها لتكون برفقة من سبقوها ممن قضوا في سبيل الواجب والوطن .
كان يوم الخامس عشر من كانون الثاني يوم لفه السواد لدى والدك رفيقنا ورفيق سلاحنا ابا سيف العقيد المتقاعد محمد ارفيفان الرقاد كان معنا لعقود في مديرية التوجيه المعنوي عشنا معه رأينا بام اعيننا كم كان فرحا بسيف في مراحل عمره المختلفة كم كان فخورا يوم ان تم قبول سيف بجامعة مؤتة كم كان فخورا يوم تخرجه فكان هو من غطى اعلاميا حفل التخرج وكان ياخذ اللقطات المختلفة في حفل تخرج فوج ابنه وزملاءه كان يجول الميدان فخورا بتخرج سيف كان ابو سيف كفراشة تطير فرحا .كان الفرحة تملئ عينيه وقد انتسب سيف الى صفوف الامن العام –ادارةالمخدرات – نجزم باننا كنا مع سيف وابيه بحكم قربنا من والده كنا معه منذ البدايات لكننا لم نكن نتصور ان نصل مع ابا سيف الى النهاية .في ذاك اليوم كان خبر سيف كصاعقة قوية اذهلتنا واذهلت الجميع .
لك الرحمة ولذويك الصبر على فقدك
ودعنا سيف رحمة الله عليه , لكن لتطمأن روحك فلديك والد عظيم اهدى روحك للوطن , فاهداه الله وردتان (روز ونوف ) فظل الاب لهما فهو صاحب القلب الكبير .